توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اتفاق مشبوه!

  مصر اليوم -

اتفاق مشبوه

بقلم - محمد أمين

الاتفاق الذى جرى توقيعه بين بريطانيا ورواندا لاستضافة اللاجئين إلى بريطانيا بطرق غير مشروعة يُعتبر غير مسبوق، ومشبوهًا، وضد حقوق الإنسان، ولا يصح أن تصمت عليه الأمم المتحدة والمجتمع الدولى، ولا يجب أن يمر مرور الكرام!.. فكيف يهرب بعض اللاجئين السياسيين من بلادهم إلى بريطانيا، فإذا بهم يجدون أنفسهم وقد تم ترحيلهم إلى رواندا؟.. كيف يحدث ذلك لأول مرة فى التاريخ؟، وهل «جونسون» حر التصرف فى مصائر المهاجرين بقرار منفرد؟.. إنها مأساة، وكارثة حقيقية تلطخ وجه بريطانيا.. ولا يمكن أن يغفرها لـ«جونسون» أحد!.

أفهم أن يردهم إلى بلادهم، وأفهم أن يتم ترحيلهم مرة أخرى من حيث جاءوا، ولو أن ذلك ضد حقوق الإنسان، لكننى لا أفهم أن يتم نقل المهاجرين إلى دول إفريقية أو إلى المستعمرات القديمة.

وقد كنت أتصور أن يستطلع آراء المهاجرين فى الدولة المضيفة، ولكنه لم يفعل، ولم يترك فرصة الاختيار للبحث عن دولة أخرى.. وهى جريمة يجب أن يحاسَب عليها «جونسون».. نعم هناك هجرة غير شرعية وهناك هجرات سابقة غير شرعية، ولكنه يضرب سمعة بريطانيا، فالقصة ليست فى بعض الدولارات، فقد استضافت بريطانيا فى فترات سابقة جماعات تكفيرية، وأصبحت حاضنة لهم بلا حساب، وحين جاء إليها المهاجرون لأسباب سياسية تم ترحيلهم بحجة أن الأعداد كبيرة، دون أن يحصل «جونسون» على موافقة برلمانية بقرار منفرد!.

ولم يكن غريبًا أن ينفجر الرأى العام والدوائر السياسية غضبًا، خصوصًا أن ما حدث لم يسمع به أحد فى الأولين ولا الآخرين.. ولم يكن السبب هو الاطمئنان إلى رواندا، فسجلها فى حقوق الإنسان لا يبعث على الطمأنينة كما قالت بعض الدوائر!.

إن هذا الاتفاق جاء ليغطى على اتهامات «جونسون» بكسر القواعد أثناء الجائحة والتغطية على الغرامات التى يتعين عليه دفعها، والتى تصل إلى عشرة آلاف استرلينى ومطالبات كثيرين بإقالة «جونسون»!.

قد يكون هذا الاتفاق هو القشة التى ستكسر ظهر البعير، خاصة أن هناك مطالبات بالاستقالة من حزب العمال وحزب المحافظين نفسه.. فما حدث يُعتبر تجارة فى البشر أكثر منه توفير فرصة للمهاجرين، وكأنهم وقّعوا لـ«جونسون» على بياض للتصرف فى مصائرهم!.

ولا يمكن لـ«جونسون» أن يتعلل بأى شىء أبدًا ليبرر هذا التصرف المسىء إلى دولة كبرى مثل بريطانيا، فليس هذا هو التصرف المناسب لاستقبال اللاجئين فى العالم.. أى غباء هذا؟. لقد فتح هذا الاتفاق باب الجدل على مصراعيه، وأصبحت بريطانيا دولة طاردة لأصحاب اللجوء السياسى!.

باختصار، هذه سقطة لا تُغتفر أبدًا، ووصمة فى جبين بريطانيا.. ولا يصح أن يكون الحل إرسال اللاجئين إلى مستعمرات قديمة، مقابل حفنة دولارات.. فهم لم يختاروا رواندا ولكنهم اختاروا بريطانيا، وهى تجارة فى البشر لم نسمع بها من قبل.. ولا يمكن قبولها تحت أى سبب من الأسباب!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتفاق مشبوه اتفاق مشبوه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon