توقيت القاهرة المحلي 05:05:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سر التسمية!

  مصر اليوم -

سر التسمية

بقلم : محمد أمين

نحن اليوم أمام نموذج من رموز وعظماء مصر.. لكنه لم يدرس فى الأزهر ولا المدرسة الخديوية ولم يذهب إلى السوربون ولا باريس ولا استانبول ولا سويسرا، مثل كل الذين كتبت عنهم فى وقت سابق.. فلم تكن فى فمه ملعقة من ذهب ولكنه وُلد فى قارب على شاطئ النيل.. كان ميلاده على شاطئ النيل قبالة قرية ديروط بأسيوط.. لم يحصل على لقب شاعر النيل من فراغ، وكان ميلاده سر التسمية!

هو شاعر النيل باقتدار، وكان يحب النيل لدرجة العشق.. ولا عجب فى ذلك فقد وُلد على متن قارب فى النيل لأب مصرى وأم تركية.. وانتشرت سمعته من خلال النيل، وقصة ولادته هى التى أكدت هذا اللقب وجعلته مشهورًا به.. وُلد فى محافظة أسيوط فى 24 فبراير 1872- 21 يونيو 1932.

كان شاعرًا مصريًا شهيرًا، عاصر أحمد شوقى، ولُقّب بشاعر النيل وشاعر الشعب، وُلد حافظ إبراهيم أمام قرية ديروط بمحافظة أسيوط، مات والداه عندما كان صغيرًا.. أحضرته والدته قبل وفاتها إلى القاهرة.. نشأ يتيمًا تحت رعاية خاله، الذى لم يدم طويلًا، انتقل خاله إلى مدينة طنطا، حيث بدأ حافظ يدرس الشعر، كان حافظ إبراهيم من عجائب عصره، ليس فقط فى شعره ولكن أيضًا فى قوة ذاكرته، فلم تتأثر بالضعف خلال الستين سنة الماضية من عمر حافظ إبراهيم!

وكان له نصيب من اسمه، فقد حفظ آلاف القصائد العربية القديمة والحديثة، وقرأ مئات الكتب، كان يقرأ كتابًا أو ديوان شعر كاملًا فى بضع دقائق وقراءته بسرعة!.. قال بعض أصدقائه إنه كان يسمع قارئًا للقرآن فى بيت خاله، وهو يقرأ سورة الكهف أو مريم أو طه، حتى يحفظ ما يقوله!.

كان لحافظ إبراهيم طريقته خاصة فى الشعر، وكان يكتب شعره بدم قلبه، وأجزاء من روحه، ويصوغ أدبًا ثمينًا يحفز النفوس ويقودها إلى الاستيقاظ!.. كان حافظ إبراهيم رجلًا مبتهجًا، صاحب نكتة وسريع الذكاء، ملأ الألواح بكاريكاتيره الشرير والمضحك!.

توفى حافظ عام 1932 فى الخامسة من صباح يوم الخميس، وكان قد استدعى اثنين من رفاقه لتناول العشاء معه، ولم يشاركهما لمرض كان يشعر به، وبعد مغادرته، شعر بالمرض، واتصل بابنه الذى سارع بالاتصال بالطبيب، وعندما عاد كان قد وافته المنية، فودع النيل، وودعته مصر، بعد أن سجل اسمه بحروف من نور!

وقد تغنّى حافظ إبراهيم بشعره الذى ألفه، ومن أهم تلك المناسبات الاحتفال بتكريم أحمد شوقى أميرًا للشعر فى أوبرا الخديو، وكتب قصيدةً فى ذكرى موت مصطفى كامل، وساهم فى العرض المسرحى الذى مُثّل لتلك الذكرى، واشترك للفت الانتباه، ولم يقرأ أحمد شوقى قصيدةً علانيةً خلال حياته لأنه يهاب الموقف؛ فيتلعثم فى الكلام!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سر التسمية سر التسمية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon