بقلم : محمد أمين
هو برنامج شهير على «فيسبوك» يضاهى برامج التليفزيون والإذاعة فى عصرها الذهبى.. يعتمد على مذيع واحد ومعد وكاميرا موبايل ليس إلا.. ويقدمه من أى مكان، ومناظر الطبيعة هى الديكور الذى يميزه، فهو يقدمه من أى مكان، ويعتمد على طريقة البث المباشر ويخاطب جمهوره ومشاهديه فى نفس الوقت، فتختلط عنده الحركة بالرسالة بالجمهور فى توليفة واحدة، فيكون الكل فى واحد!
فالجمهور جزء من الرسالة ومشارك فيها.. هكذا صنع هانى عبدالرحمن إعلامه الخاص الذى أسعفه عندما تعرض لمشكلة فى العمل فظل يعمل إعلاميًا ولم يجلس فى بيته يلطم خده.. لا يستطيع أى مشاهد للبث المباشر الفكاك من الرسالة دون أن يكون له رأى يشارك به، فهو يختار قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية ورياضية تمس المشاهد بشكل كبير، وحين تعرض لانتخابات النادى الإسماعيلى لم يشعر بالانحياز تجاه أحد المرشحين وهو يعرفهم جميعًا، وإنما قدم جميع الأطراف المؤثرة على قدم وساق، فاكتسب مصداقية كبيرة بين مشاهديه، ولم يتهمه أحد بالانحياز هنا أو هناك!
كانت بدايته مع توثيق ملف قناة السويس الجديدة، فاحتفظ بآلاف الصور منذ ساعة الحفر الأولى حتى نهاية الحفر وإعلان المرور فى القناة الجديدة، وراح يتابع قضايا المجتمع ويدافع عنها ويطارد من يعتدى على المساحات الخضراء فى الإسماعيلية مهما كان شأنه، فلم يرهبه أحد أو يزعزع إيمانه بالوطن أو عقيدته فى الدفاع عنه، فاكتسب شعبية ونجومية لا تجدها إلا لنجوم النادى الإسماعيلى!
ومن آخر أعماله الصحفية تحقيقه عن عاصمة البلح الحيانى فى مصر، فكما تابع موسم حصاد المانجو راح يتابع موسم البلح، وذهب إلى «أبوبلح» عاصمة البلح الحيانى.. وعرفنا منه أن الإسماعيلية تنتج 850 ألف نخلة، وقد نظم فيه الشعراء أجمل الأغانى، وقدم لنا الأغانى التراثية والفولكلورية، وجعلنا نعرف طريقة صعود النخل بالمقلاع المصنوع من اللوف المستخرج من النخيل، وقدم لنا برنامجًا شاملًا منوعًا، فيه المعلومة والحدوتة، وعرفنا نجوم الإسماعيلية من خلاله!
أما سر اهتمامى بما يقدمه فهو خبرتى فى صحافة المحافظات، فقد كنت واحدًا من صناع هؤلاء النجوم، عندما مارست العمل فى قسم المحافظات عدة سنوات، وتخرج منهم كثيرون معروفون فى محافظاتهم، ومنهم من ضاقت عليه الحكاية فقرر أن يسافر خارج الوطن وصار نجمًا فى الخارج أيضًا!
ميزة هانى عبدالرحمن أنه يؤمن بالفريق، فكان محمد جمعة نصفه الآخر، فلم يستأثر بالمشهد من دونه، وإنما كان يباصى له على طريقة نجوم الإسماعيلى، بحيث تكون اللعبة حلوة، وتسعد جماهير «ستديو الشعب»، فهو مرة يقدم ومرة يعد الأسئلة، ويتقاسم النجاح والألم مع صديقه وشريكه فى رحلة الحياة!
حلاوة برنامج «ستديو الشعب» أنه لا يعتمد على معد ومخرج، وليست هناك كاميرات احترافية، ولكنه بسيط وتلقائى يختار موضوعاته من اهتمامات الناس، ويقدمه الناس بكل بساطة، وقد يكونون شركاء فيه!.