توقيت القاهرة المحلي 05:57:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشهور القبطية!

  مصر اليوم -

الشهور القبطية

بقلم : محمد أمين

كنت في الأقصر في زيارة لبعض المناطق السياحية في البر الغربى.. وفوجئت بأن اثنين من الفلاحين يتحدثان عن حرارة الطقس.. وقال أحدهما: الليلة يتغير الطقس وتنكسر درجة الحرارة.. ولم أشارك في الحوار ولم اسأل: ومن أين عرفت بهذه الدقة؟.. لكننى انتظرت حتى اليوم التالى، والتقيت الرجل من جديد لأسأله: كيف عرفت هذا؟.. قال: إنها الشهور القبطية التي تحدد كل شىء بدقة شديدة.. كما تشاهد شروق الشمس في يوم محدد على وجه رمسيس الثانى!.

وهكذا تعلمت من رجل بسيط أن الشهور المصرية القبطية هي أدق الشهور بالنسبة لمعرفة الطقس، وهم يقولون إن شهرى بؤونة وأبيب جمر من النار.. والفلاحون في بلدى يطلقون على شهر أبيب أبواللهاليب.. وقد عشنا هذه اللهاليب هذا العام.. وعرفنا بؤونة وأبيب.. وأمس كانت نهاية أبيب لتنكسر الحرارة وتنخفض بمعدلات واضحة، ونعود لنشم نسيم الربيع ونخفف من استخدام المراوح والتكييفات.. ولو أن الحكومة تعرف ذلك ربما عادت من جديد إلى الشهور القبطية التي نكتبها على ترويسة الصحف وننقلها دون أن نعى دلالاتها!.

هناك فوارق كبيرة بين التقويمين الميلادى والقبطى، فالتقويم الميلادى الذي بدأ مع ولادة سيدنا عيسى عليه السلام، يعتمد على دوران الأرض حول الشمس بصورة سنوية.. أما التقويم القبطى فهو تقويم نجمى، يتبع دورة نجم الشعرى اليمانية، وتسير عليه كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، ويُستفاد منه في أمور كثيرة معظمها خاص بالزراعة، وأشهرها طوبة وأمشير وكيهك.. واليوم نحن في بداية مسرى آخر شهور السنة القبطية، وفيه أول صوم العذراء وعيد التجلى!.

يذكر أن أصل هذا التقويم يعود إلى 1235 قبل الميلاد، حينما قسم الفراعنة السنة إلى 12 شهرا وكل شهر فيه 30 يوما، يضاف إلى ذلك خمسة أيام تسمى الشهر الصغير أو أيام النسىء، كما يضاف في السنة الرابعة يوما إلى أيام النسىء، فتصبح 6 أيام بدلا من خمسة!.

هؤلاء هم أجدادنا الذين علموا العالم توقيتات الزراعة ومواعيدها وظروف الطقس ومناسبة كل موسم لزراعة نوع معين من الزراعة.. يعرفون متى يزرعون البرسيم والقمح، ومتى يزرعون القطن.. فكل فترة زمنية تناسب زراعة بعينها وهى التي تصلح لها.. وهى مواعيد يعرفها الصعايدة والفلاحون ويعرفون الشتوية والصيفية.. متى يتخففون من الملابس ومتى يرتدون الملابس الشتوية، بالوعى والعلم معًا أفضل من كل المتعلمين في الجامعات!.

لم اتعلم الشهور القبطية في المدارس ولكننى تعلمتها بالمعايشة في الريف، وعرفت أشهرها طوبة وأمشير.. لأنهما يتعلقان ببرودة الطقس، وتعلمت بؤونة وأبيب لارتباطها بالحصاد والدريس.. وأصبحت لا أذهب إلى الريف في شهور الحر المرتبطة بالحصاد.. وها أنا أطلب من الجميع أن يعرف الشهور القبطية لا ليهرب من بعضها ولكن ليتعلم كيف اخترعنا الزراعة وحددنا يوم تعامد الشمس على وجه الملك الذهبى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشهور القبطية الشهور القبطية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon