بقلم - محمد أمين
أكتب، اليوم، عن كتاب حوارات الجمهورية الجديدة، لمؤلفه الدكتور حسام بدراوى.. وأطالب مجلس أمناء الحوار الوطنى أن تكون لديه نسخ من الكتاب، الذي لم يترك شيئًا إلا ناقشه بعمق مع مجموعة مثقفة واعية من شباب مصر الحالمين بالغد، المؤمنين بحق مصر في التقدم والتنمية.. وأعتبره خريطة طريق نحو الجمهورية الجديدة.. وضعه صاحبه في أكثر من 450 صفحة، وقدم له اثنان من كبار خبراء السياسة، وهما الأستاذان عمرو موسى ومنير فخرى عبدالنور، بما يجعل منه قيمة كبيرة للباحثين والدارسين والحالمين أيضًا!.
لا أتحمس للكتاب لأسباب شخصية وإنما لأسباب موضوعية.. فقد بدأ الكتاب بتعريف معنى الجمهورية الجديدة، وهو كتاب يطرح آمالًا عريضة للوطن وأفكارًا ورؤى، بعضها حوارات مع شباب اتفقوا معه واختلفوا وناقشوه بكل حرية، وانطلق من رغبة حقيقية في الإصلاح ورغبة في المشاركة الإيجابية لتحقيق الاستدامة في التنمية وتراكم الجهود لجعل مصر دولة عظمى، وهى تستحق بالفعل!.
وأود التأكيد أن رؤية «بدراوى» لا تنطلق من فراغ.. وإنما من خبرة عملية ومشاركة سياسية، ودور إصلاحى، مارسه منذ أيام أمانة السياسات، ومازال يمارسه من خلال جمعيته للتنمية وكتاباته معنا في «المصرى اليوم».. ويعتمد على المنهج التحليلى لكل القضايا التي تعرض لها وقدمها في سياق تحليلى عميق بطريقة سهلة، وهو يؤمن بألّا يترك شيئًا في جعبته دون أن يقدمه للناس عملًا بمقولة «مُتْ فارغًا»، بحيث يكون مفيدًا لبلاده وللبشرية!.
وأهيب بأمانة الحوار الوطنى أن تكون لديها نسخة من الكتاب، فهو رؤية متكاملة للجمهورية الجديدة، ومشروع إصلاحى لتحقيق نهضة مصر، وهو حلم كل وطنى مخلص يعمل في المجال العام.. ولا يعنى هذا الاكتفاء بالكتاب كورقة عمل عن كل ما يقدمه المشاركون في الحوار.. فالدكتور بدراوى نفسه أحرص على كل فكر وكل رؤية يمكن أن تضيف إليه مع الحالمين بمصر والحالمين بالوطن!.
قدم «بدراوى» كثيرًا من الوصايا لإصلاح البلاد، منها إصلاح التعليم وإصلاح الجهاز الإدارى للدولة وإصلاح النظام السياسى، والحكم المحلى ونظام النقل العام وإصلاح الدخول والمرتبات والرعاية الصحية والعدالة الاجتماعية.. لم يقل مجرد كلام نظرى، ولكنه شرح كل جزئية من خارطة الطريق شرحًا وافيًا، خاصة وصية إصلاح التعليم بما يمتلكه من خبرات وقدرات في هذا الشأن.. واعتمد على المنهج التحليلى في عرض كتابه بشكل عام وإصلاح التعليم بشكل خاص.. وصولًا إلى الوصايا العشر لإصلاح التعليم في مصر!.
لم ينسَ الدكتور «بدراوى» إصلاح العدالة وتطويرها وأفرد لها فصلًا خاصًّا، ما يعنى أنه لا يمر عليها كعناوين، ولكنها رؤية متكاملة لبناء الإنسان، الذي يؤكد عليه دومًا في كل فصل من محاوراته التي تشبه محاورات أفلاطون.. ويقدم كل ذلك بأدب وتواضع وابتسامة لا تغيب!.
وأخيرًا، فهو لا يقدم لنا كتابًا يوضع على رفوف المكتبة، وإنما هدفه الأسمى إحداث تغيير سلوكى وثقافى في وجدان المجتمع.. وهو يريد البناء على ما يحدث.. إنه شعور جميل لا ينفى الآخر، وإنما يعتمد عليه ويتفاعل معه ويضع يده في يده نحو المستقبل!.