توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسائل القاضى!

  مصر اليوم -

رسائل القاضى

بقلم - محمد أمين

بهاء الدين المرى، قاضٍ مصرى عظيم، قدم نموذجًا للقضاء المصرى، يمكن تسويقه إقليميًا ودوليًا.. كما نشاهد فيديوهات القاضى الأمريكى، فرانك كابريو، الملقب بقاضى الرحمة والإنسانية، ونحتفل به ونقدم له الإعجاب، ونواصل «تشيير» فيديوهاته حتى أصبح نجم نجوم الإنترنت، وحتى أصبحت فقرة محببة لكل من يشاهدها، ويُضرب به المثل فى الرحمة والعدل.. لا أكتب هنا عن القضية ولا أحاول التحايل على حظر النشر.. أكتب فى المعانى الكبرى التى قدمتها المحكمة من رسائل إلى الناس حتى نتعلم!.

يقول «المرى» إن الرغبة صارت حبًا، والقتل لأجله صار انتصارًا.. وكأنه قدم تحليلًا نفسيًا للمتهم المراهق، والذى تعامل معه بإنسانية بالغة حيرت قطاعًا من الرأى العام، وظنوا أنه أخذته به الرحمة حين قدم له الكرسى وفك الكلبشات وأتى له بزجاجة ماء.. كل هذا كان يؤكد إنسانية المحكمة، ويؤكد أن المتهم له حقوق على المحكمة، حتى وإن كان ضليعًا فى القتل، وهو حق من حقوق الإنسان التزمت به المحكمة من أول لحظة!.

هذه القيم هى التى ستبقى وإن نسى الناس القضية، وسوف تظل عالقة بالأذهان، وسيظل اسم القاضى العظيم يتردد كلما تذكر الناس العدل والرحمة، مع أن ذلك لم يُخل بسير القضية ولم يخفف حكم الإعدام، وإنما قال له: «لقد جئتَ بفعل خسيس هز أرضًا أبية أسرت لويس».. وأشار إلى أرض المنصورة التى قاومت فرنسا وقائدها لويس التاسع حتى هزمته!.

كما وجَّه القاضى رسائله للمتهم، ليستقبل الحكم برضا وهدوء.. ثم وجه رسائل أخرى للآباء والأمهات ألا يتركوا أبناءهم للأوهام والخرافات ويتناقشوا معهم ليصححوا أفكارهم فى كل القضايا التى تشغلهم بدلًا من الجلوس على الإنترنت وتضييع الوقت معظم اليوم.. وقال: أعيدوا النشء الملتوى إلى حظيرة الإنسانية، وعلموهم أن الحب قرين السلامة والسكينة!.

وتظل واحدة من رسائل المحكمة إحدى المقولات التى ينبغى تدريسها وهى: «الحب ريح من الجنة وليس وهجًا من الجحيم»، وطالب المجتمع بالأخلاق حتى تنهض الأمة.. وهذه المعانى كاشفة عن انفتاح القاضى على ثقافات الشباب، وانفتاح المحكمة على القيم المعاصرة، فهو لم يُجرم الحب، ولم يتحدث عنه كرجال الدين، وإنما عظَّم القيمة فجعل الحب من ريح الجنة وليس من الجحيم!.

إننى أدعو وزارة التعليم لتدريس هذه الديباجة ضمن دروس القراءة لشباب المدارس.. ففيها من البلاغة والجمال ما يجب تسجيله للزمن ويجب ترويجه وتسويقه، عندنا قضاة.. باختصار نحن أمام مقطوعة رائعة اجتمعت لها كل أسباب البلاغة فى وقت كان الناس يتعلقون بكل كلمة ينطقها القاضى.. ولابد من تعميمها للانتفاع بها!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل القاضى رسائل القاضى



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon