توقيت القاهرة المحلي 09:24:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرق بين نظامين!

  مصر اليوم -

فرق بين نظامين

بقلم : محمد أمين

هناك فرق بين المعارضة فى سوريا والمعارضة فى كوريا.. وهى تختلف حسب نظام الحكم.. فالحكم الفردى تكون له معارضة مسلحة أقرب إلى الميليشيات.. والنظام الديمقراطى معارضته من نفس النوع.. فهى ليست مسلحة ولا ميليشيات لأنها تضمن أن تعارض الرئيس وتضمن أن تمارس حقها الدستورى فى عزل الرئيس وإجباره على التنازل عن القرارات التى عكرت صفو الديمقراطية المتعلقة بفرض الطوارئ والأحكام العرفية!.

المعارضة فى كوريا تقابل الرئيس فى البرلمان بإجراءات قانونية والمعارضة فى سوريا تواجه الرئيس وجيشه فى الميدان، وتسقط تمثال أبيه وتحاصره حتى يهرب من القصر الرئاسى أو يلجأ إلى دولة حليفة.. أما المعارضة فى الدولة الديمقراطية فلا تعتدى ولا تدخل القصر الرئاسى ولا تقطع خطوط الاتصال والإمداد، إنما تتعامل بالقانون، وتطالب الرئيس بالاعتذار والتنحى!.

معناه أن النظام الذى ارتضاه الرئيس هو الذى يجعل المعارضة تختار نظام التعامل معه به.. فحيث يكون القانون والدستور لا توجد مواجهات ولا ميليشيات ويعتذر الرئيس عن أخطائه، وقد تعود المياه إلى مجاريها، حتى لو حاسبه البرلمان وطالب بعزله!.

تخيل أن نظام بشار لا يعرف أين يمضى وهو يستجدى من يتكلم معه الآن ويتفاوض معه كما حدث مع زين العابدين بن على.. فلا روسيا قبلت أن يذهب إليها ولا الرئيس بوتين أسعفه أو دافع عن بقائه، سيتعامل الرئيس الروسى مع الوضع الجديد ولا تهمه غير مصالحه وليذهب بشار إلى الجحيم فهو ليس زوج أخته وليس هناك ما يربطه به غير مصالح روسيا التى قد تتفاوض مع المعارضة أو النظام الجديد!.

مدة الرئاسة فى كوريا خمس سنوات ويتم انتخابه بالاقتراع المباشر.. وقد يبقى الرئيس فى الحكم خمس سنوات.. بعضهم يجدد له وبعضهم لا يبقى المدة كاملة فيتم عزله كما يحدث الآن مع يون سوك يول.. بعضهم مكث فى الرئاسة عاما واحدا فقط!.

أما فى سوريا فتنقضى مدة الرئاسة.. لكنها رسميا، طبقا للدستور، سبع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. ولكن تم استثناء رئيس الجمهورية لدى إقرار الدستور، حيث نصت المادة الخامسة على أن تنتهى مدة ولاية رئيس الجمهورية الحالى بانقضاء سبع سنوات.. وهو رأس الدولة فى الجمهورية العربية السورية وهو يتمتع بصلاحيات واسعة يمكن تفويضها بقراره الشخصى إلى أى من نواب الرئيس. كما أنه هو من يقوم بتعيين وعزل رئيس الوزراء وباقى أعضاء مجلس الوزراء (الحكومة) وضباط الجيش!.

باختصار هى صلاحيات نصف إله لا يتمتع بها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية نفسه.. وقد يعيش فى المنفى آخر أيام حياته، هو وأسرته فى أى دولة يختارها كانت ترتبط به بعلاقات استراتيجية، ويمكنك تفسير العلاقات الاستراتيجية كما يحلو لك!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرق بين نظامين فرق بين نظامين



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon