بقلم : محمد أمين
فى نفس ذات اليوم الذى تشكلت فيه حكومة د. مصطفى مدبولى الثانية فى مصر، كانت هناك حكومة فى هولندا تعلن استقالتها، أو رحيلها بعد ١٢ عامًا.. وكلنا شاهدنا رئيس الوزراء، وهو يستقل دراجته العادية إلى منزله، وحيدًا لا حراسة ولا مواكب، وإنما كما جاء أول مرة إلى مقر مجلس الوزراء منذ ١٢ عامًا، وكانت أيضًا حكومة بريطانيا تسقط فى الانتخابات ليودع «سوناك» موقعه الرفيع إلى الأبد!.
هناك فارق كبير بالطبع بين حكومات الشرق وحكومات الغرب، فهناك حكومات تبدأ وحكومات تنتهى وتخرج من المشهد وسط تصفيق الجمهور وأحيانًا تكسير القلل!.. واليوم، تقف الحكومة بكامل هيئتها أمام البرلمان لإلقاء بيانها أمام الجلسة العامة للمجلس.
ومن المتوقع أن تحضر الحكومة بكامل هيئتها، اليوم، أمام المجلس وتقديم البرنامج لدراسته ومنح الثقة للحكومة، مهما كان الضجيج حولها، فقد جرت المياه فى أعنتها بشأن بعض الوزراء الذين ثار بشأنهم الجدل فى الفترة الأخيرة!.
لا أقصد المقارنة بين حكومة مصر وحكومة أى من هولندا وبريطانيا، فكل حكومة تأتى فى ظروف مختلفة عن الأخرى، وفرق كبير بين حكومة تأتى بالانتخاب وأخرى تأتى بالتعيين!.
كان الإعلام والبرلمان فى وقت سابق يشاركان فى الاختيار، ويفحصان الملفات، وكان الوزراء لهم نشاط سياسى سابق ومعروف، لدرجة أننا كنا نعرف الأسماء بمجرد طرحها.. فقد كان لهم نشاط أكاديمى معروف أو نشاط سياسى فى أحد الأحزاب أو حتى نشاط إعلامى وصحفى كأن يظهر فى التليفزيون أو يكتب فى الصحف!.
وقبل هذا العهد بكثير، كانت الأحزاب تخوض الانتخابات وتفوز وتطرح الأسماء المرشحة للوزارة من كوادرها.
باختصار.. نحن نطالب بإعادة هيكلة الحكومة على طريقة إعادة هيكلة الشركات، وإعادة تكليف البعض بالمهام الوزارية لاستعادة الثقة فى الحكومة!.