توقيت القاهرة المحلي 07:08:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منظومة القيم

  مصر اليوم -

منظومة القيم

بقلم : محمد أمين

قلت مرارًا إن الدول مثل الأفراد، تحكمها منظومة قيم تؤمن بها.. وأظن أن جنوب إفريقيا فى وقفتها الشجاعة لمقاضاة إسرائيل بجرائم حرب، كانت تحكمها منظومة قيم تتعلق برفض الظلم والتمييز والعنصرية، وهى القيم التى آمنت بها ودافعت عنها. كما أنها لا تقبل أن يعيش غيرها المعاناة والظلم والتمييز، كما تعيشها فلسطين الآن!.

ومعلوم أن حياة الناس تنضبط بعدد من القيم، التى توجه تصوراتها الفكرية، وممارساتها العملية. وجاءت جنوب إفريقيا لتؤكد هذه المعانى فى الحرب على غزة. ولذلك أسرعت بإقامة دعوى ضد إسرائيل فى محكمة العدل، بكل ما تحمله من خبرات قانونية ودروس تاريخية. وأعتقد أن إسرائيل شعرت بقلق، لأن جنوب إفريقيا تملك المهارات والخبرات فى هذه الناحية. وإذا كانت هناك دولة قد طرحت اسمها فى هذه الأيام بشكل جيد، فهى جنوب إفريقيا، التى كسبت احترام العالم بدفاعها عن قضية بعيدة عنها كل البعد، لكنها أصبحت فى القلب منها، لتقدم لنا قيماً جديدة فى معنى الدفاع عن الحق!.

وللعلم، فإن نيلسون مانديلا، الزعيم الإفريقى العظيم، ورغم زيارته إسرائيل، كان دائم الانتقاد لها بسبب معاملتها للفلسطينيين. ومنذ سنوات قلائل، تحديدًا عام 2019، خفضت جنوب إفريقيا مستوى التمثيل الدبلوماسى لدى إسرائيل، احتجاجًا على قتل الأخيرة متظاهرين فى غزة. هذه هى منظومة القيم التى أكدتها جنوب إفريقيا مرات عديدة، وأثبتت إيمانها العميق بها، وعلى رأسها قيم العدل والحرية والمساواة!.

بالطبع، فإن هذا الموقف النبيل يتناقض بقوة مع مواقف بعض دول العالم الأول، التى صدعت رؤوسنا ليل نهار بالحديث عن حقوق الإنسان والحرية، لتتجاهل هذا كله فجأة مع أول تعارض مع مصالحها!.

باختصار، فإن منظومة القيم تختلف من دولة إلى دولة، كما تختلف من إنسان لآخر، وفق إيمانه بتلك القيم. وفى قلب الأزمات، تظهر منظومة القيم الحقيقية، التى ربما تختلف كلية عن تلك القيم المعلن عنها!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منظومة القيم منظومة القيم



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon