توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبدالله النديم!

  مصر اليوم -

عبدالله النديم

بقلم : محمد أمين

أكتب، اليوم، عن واحد من مشاهير مصر، له إسهامات ثقافية ووطنية وصحفية معروفة.. فهو كاتب وشاعر وخطيب وصحفى وطنى كبير، من الذين شاركوا فى الثورة العرابية بزعامة أحمد عرابى. ولُقب بـ«خطيب الثورة العرابية».. وُلد فى الإسكندرية، مصر. أسّس الجمعيات الخيرية التعليمية للدعوة إلى الوطنية المصرية، أصدر مجلتى «التنكيت والتبكيت» و«اللطائف». اشترك فى الثورة العرابية، ونُفى بعدها، وعُفى عنه، ورجع من النفى. أصدر مجلة «الأستاذ»، ونُفى من جديد إلى (استانبول)، وتُوفى هناك!.

وُلد عبدالله النديم فى الإسكندرية، وبعدما حفظ القرآن، أدخله أبوه مدرسة جامع الشيخ إبراهيم باشا، فتعلم على يد كبار المشايخ الفقه الشافعى والمنطق والأصول والآداب اللسانية، وأظهر قدرات كبيرة فى كتابة الشعر والنثر المسجوع. وكانت الكتابة مقصورة على السجع، لكن «النديم» ابتكر أساليب جديدة فى الكتابة!.

تعلم التلغراف، وأتقنه بسرعة، وتعين «تلغرافجى» فى أكثر من مكتب، كان أهمها مكتب تلغراف القصر العالى الخاص فى فترة تولى الخديو إسماعيل باشا.. ترك عبدالله النديم عمله التلغرافجى، واهتم بالشعر والأدب ومخالطة الكُتاب والشعراء، وأظهر تفوقه عليهم، ولأنه أراد أن يسترخى قليلًا، سافر إلى المنصورة، وأُعجب بالمدينة، فاستقر بها، وافتتح متجرًا بها، ونجح فى التجارة، لكن لأنه كان كريمًا مع الناس، لم يستفد ماديًّا، وتحول بيته ومتجره إلى صالون بسيط يجلس فيه مع الأدباء!.

كانت الحياة السياسية فى أسوأ حالتها، ولم يكن أحد يعرف الكتابة ولا الكلام، وتُوفى إسماعيل باشا، وتولى الخديو توفيق حكم مصر، واستبشر الناس خيرًا، وانضم إلى الجمعية أناس كثر، منهم أعيان الإسكندرية. الجمعية الخيرية الإسلامية كانت أول جمعية إسلامية تتكون فى مصر، وكان من أهدافها نشر روح المعرفة بين الشبان!.

وفتحت الجمعية مدرسة لتعليم اليتامى وأولاد الفقراء مجانًا، وتمكن عبدالله النديم من أن يجعل الخديو توفيق يهتم بالمدرسة، فأصبحت تحت إشراف ولى عهده عباس حلمى، الذى جلب لها مدرسين مصريين وأجانب، وتعين عبدالله النديم مديرًا عليها!.

المهم، شهدت المدرسة طفرة، وكبرت، وفى وقت قصير أصبح فيها تلاميذ، وخصصت لها وزارة المعارف ميزانية سنوية قيمتها 250 جنيهًا.. واتجه «النديم» إلى السياسة، وتغيرت لغته من الكتابة الأدبية، التى تميل إلى السجع والنثر المسجوع، إلى الكتابة الطبيعية فى صحيفتى المحروسة والعصر الجديد، وكانت بداية جديدة لعصر جديد!.

وأصدر مجلتيه الساخرتين «التنكيت والتبكيت» و«اللطائف»، عبارة عن «جرنان» سياسى صرف، كان من أشهر الصحف فى ذلك الزمان، وقامت الثورة العرابية، وانضم إلى الثورة لأن الحكومة كانت منحازة للأجانب على حساب المصريين، فطالب بالإصلاح والمساواة، وحارب الفساد!.

وأخيرًا، كان «النديم» يتنكر من الحكومة، وهو أول مَن أجاد الهروب من الملاحقات، عن طريق التنكر، وساعده الناس على التخفى، ولم يدلوا عليه، حتى قُبض عليه، وقرر الخديو نفيه خارج البلاد لأى مكان يختاره، ودفع له راتبًا شهريًّا كبيرًا، وتكاليف السفر أيضًا، وقدرها 400 جنيه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبدالله النديم عبدالله النديم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon