بقلم : محمد أمين
الدكتور عوض تاج الدين، مستشار الرئيس، عاد إلى المشهد فى ظرف صعب ودقيق للغاية، فى فترة كانت الشؤون الصحية تحتاج لمثل هذا الرجل وخبرته وهدوئه، وقد ساعدته هذه الخبرة وهذا الهدوء على استعادة الثقة فى المسؤول وتقليل الفجوة بين المسؤول والرأى العام!
واليوم حين يقول الدكتور تاج الدين: لا انتشار وبائى لمتحور فيروس كورونا الجديد فى مصر، نصدقه، لأنه محل ثقة الرأى العام، ومحل ثقة الصحفيين، فهو يتفاعل معنا بالتصريحات والردود الصحفية عند أى أزمة، وتليفونه مفتوح باستمرار، وهو ما يعكس إيمانه بدور الإعلام فى عملية التنمية!.
وهو يرسل رسائل طمأنة للمواطنين فى توقيتاتها بالضبط، فقد انزعج الرأى العام من جديد بسب انتشار متحور فيروس كورونا وقد كتبت عن ذلك، وتفاعل معى نفر غير قليل.. الجديد أنه ليس انتشارًا وبائيًا كما قال الدكتور عوض، وأشار إلى أنه سريع الانتشار لكن أعراضه خفيفة مشابهة لأعراض البرد المتمثلة فى ألم فى الزور ورشح وعطس وتكسير فى الجسم وارتفاع طفيف فى درجات الحرارة!
وهذه الأعراض هى التى ذكرتنا بفيروس كورونا الأصلى، وانزعجنا أن يكون قد عاد من جديد فى وقت تتزامن فيه عودة الجامعات والمدارس، مما يستدعى الإغلاق من جديد!
ومن رسائل الطمأنة التى أرسلها فى الوقت المناسب أنه «لا يوجد أى انتشار وبائى أو مضاعفات خطيرة.. وحالات المستشفيات قليلة جدا.. ولا توجد وفيات».
وهى رسائل دقيقة وكافية وشافية، عنوانها خير الكلام ما قل ودل.. ونحن لا نريد أكثر من ذلك المهم أن يكون المسؤول يقظًا وواعيًا بأهمية الإعلام، فهناك انتشار للمرض وهذا صحيح لكنه ليس وبائيًا ولا يشكل خطورة!.
وعلى أى حال فقد قال نحن نراقب الموقف ونراقب درجة انتشار المتحور وشدة الأعراض التى يصاب بها الإنسان وتداعيات ومضاعفات ونسب الوفيات الناتجة عن هذا الفيروس!
وهو كلام تحترمه وتحض عليه الوزراء أن يقتدوا به ويحذوا حذوه، ويتفاعلوا مع الرأى العام، أما الصمت التام هذا فهو ما يحرض على انتشار الشائعات، ويدمر الثقة بين الحكومة والشعب، فالحكومة تحتاج لثقة الناس لاتخاذ أى إجراء، ولكن انعدام الثقة يجعلها ترتعش وتخشى من فعل أى شىء!
قد يتطور المتحور ويسبب حدوث مضاعفات أكثر حدة ولكنها ستكون فى حدود ضيقة تمس أصحاب الأمراض المزمنة والمناعة الضعيفة فقط!
وكأن الدكتور عوض يكتب روشتة بالضبط للحالة الصحية التى نعيشها الآن، والأطباء الكبار لا يسرفون فى الكتابة ولا يصرفون أدوية بالكراتين، وإنما يكتبون روشتة على قدر الحالة، وهذا سر الثقة وسر الاطمئنان كلما تحدث الدكتور عوض تاج الدين أطال الله فى عمره!.