بقلم : محمد أمين
يتملكنى إحساس بالوحشة تجاه مصر الجميلة الغنية بالإبداع.. مصر التي عاشت فيها أم كلثوم ورامى وأحمد شفيق كامل وعبدالوهاب وبليغ حمدى والسنباطى والقصبجى.. مصر التي أنجبت الشعراء والأدباء أمثال نجيب محفوظ والحكيم والعقاد والرافعى.. أحنّ إلى ندواتها وصالوناتها الأدبية.. وأحنّ إلى شعرائها.. ومعاركها الأدبية والصحفية.. كيف كانت المعارك الصحفية المحترمة؟.. وأكره بالتالى التصريحات المسيئة التي أطلقها أحد أعضاء اتحاد الكتاب على كوكب الشرق!.
وأتساءل: أين كان ناصر دويدار قبل أن يسب أم كلثوم؟.. من هو بالمناسبة؟.. وما القصيدة التي نظمها فعلمت في ذاكرة الشعب؟.. ما الأغنية التي كتبها فخطفت قلوب الملايين؟.. ما المسرحية الشعرية التي قالت هنا مولد شاعر عظيم؟.. لا يكفى أن يطلق رصاصه فقط.. ولا يكفى أن يتهم رامى بالهطل العاطفى!.
ولا يصح أن يطعن صاحبنا في عرض وشرف أم كلثوم.. وليسامحنى وليعذر جهلى أننى لم أسمع عنه ولم أعرفه قبل ذلك التاريخ.. فكيف واتته الشجاعة ليتعرض لرامى وأم كلثوم، ويقول ما قال؟.. هل تصور أنها ماتت وشبعت موتًا؟.. ألا يدرى أن أم كلثوم ليست ملكًا لنفسها وأسرتها فقط، ولكنها ملك للشعب الذي أحبها وساهمت في تشكيل وجدانه؟ وأن الشعب كله سيدافع عنها؟!
المفترض أن اتحاد الكتاب يحمى حمى الكتاب والشعراء ولا يعقل أن يمزق أحد أعضائه ثيابهم أو يطعن في شرفهم.. ولا يعقل أن يدعى صاحب التصريحات المسيئة أنه كان في جلسة خاصة وليس في ندوة باسم اتحاد الكتاب.. فالجلسات الخاصة تكون أيضًا كاشفة المشاعر والأحاسيس.. وتُحسب على أصحابها.. وأسهل شىء هو أن تكذب!.
وبالمناسبة فلست واحدًا من الذين يضيقون بالنقد أو يجعلون حالة قداسة لأى شخص.. والنقد مباح ولكن أن يكون نقدًا محترمًا؛ فالنقد ليس الشتيمة وقلة الذوق، ولكن النقد هو تمييز الدينار من الدرهم، وتقديم خدمة من نوع مختلف للمتلقى!.
هدم الرموز ليس إبداعًا وليس فيه شجاعة ولكنه تطاول وتسلق على أكتاف أم كلثوم ورامى، وشفيق كامل الذي قال إنها من أسوأ قصائده، مع أن الشاعر الجهبذ لم يقدم لنا قصيدة ولا أغنية ولا مسرحية تُحسب له في ساحة الشعر!.. ولا يعنى أن يقدم لنفسه بأنه شاعر ليصبح شاعرًا!، ونحن نعرف كيف يدخلون اتحاد الكتاب!.
وأرجو أن أن يتصفح صفحته على «فيسبوك» ليعلم أن هناك العشرات مثله يكتبون قبل أسمائهم الكاتب فلان والإعلامى ترتان والشاعر عثمان، فلا هو شاعر ولا كاتب ولا إعلامى!.
هونًا ما يا شاعرنا الذي لا نعرف له شعرًا، ولم نسمع عنه من قبل تصريحاته المسيئة لقمم الغناء والشعر في الوطن العربى كله، فامش الهوينا.. إن هذا الثرى من أعين ساحرة الاحورار!.. اعذرنى أننى لم أسمع عنك ولم أهتم بإنتاجك الشعرى.. ولو كان لك إنتاج فريد لكان يقتحم أمثالى من المشغولين بقضايا أخرى غير شعرك العظيم!.
بالتأكيد لقد خسرت كثيرًا حين أردت أن تقدم نفسك لجمهور الشعر بطريقة سيئة. لن يعرفك أحد وستعيش أم كلثوم ويختفى كل من أراد التهجم عليها وعلى فنها الخالد!.