بقلم : محمد أمين
الأسبوع الماضى، اتصل بى الدكتور سامى عبدالعزيز، عميد الإعلام الأسبق، ثم أرسل لى رسالة قصيرة من سطرين مضمونها أنه فى طريقه لاختبار القدرات للطلاب الراغبين فى الالتحاق بكلية الإعلام.. فرددت عليه بكلمة واحدة وقلت له: «بالتوفيق».. وكأننى أتمنى له وللفريق المعاون أن يوفق فى اختيار جيل جديد مؤهل للعمل فى مجال الإعلام والصحافة ويفهم فى أصولها، بحيث يتخرج مؤهلًا علميًا وعمليًا!
وكنت أود أن أهمس فى أذنه أن يتم اختيار كفاءات تُعلى من مكانة الصحفى والإعلامى، وأن يضع المهنة فى اعتباره، وإن كنت أعرف أن المشوار مازال طويلًا، هناك سنوات دراسة وتأهيل وتدريب للوصول فى النهاية إلى خريج صالح لحماية المهنة وحماية المصلحة العليا للوطن!
وأعرف أن الدكتور خالد عبدالغفار أول وزير يهتم خلال ربع القرن الأخير باختبار قدرات الطلاب فى الإعلام والفنون الجميلة وغيرهما من العلوم والتكنولوجيا، فالمجموع وحده ليس معيارًا لدخول هذه الكليات.. وأعرف أيضًا أن اختبارات طلاب الإعلام كان وراءها الدكتور سامى عبدالعزيز فى لجنة القطاع، وتمت الموافقة عليها فى المجلس الأعلى، وتم إقرار اختبارات القدرات!.
المهم أن اختبارات القدرات تلقى عناية كبرى من رؤساء الجامعات، كما صرح د. عادل عبدالغفار، المُتحدث الرسمى للوزارة، بأن اختبارات القدرات بكافة الجامعات تسير بشكل مُنتظم بمتابعة من رؤساء الجامعات وإشراف مُباشر من نواب رؤساء الجامعات لشؤون التعليم والطلاب، وبحضور قيادات الكليات من العمداء ووكلاء الكليات وبمشاركة أعضاء هيئة التدريس، مع تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية المطلوبة!
ويُشترط للقبول بالكليات التى تجرى بها اختبارات القدرات اجتياز الطالب هذه الاختبارات، كشرط للالتحاق بها فى العام الجامعى الجديد، وتشمل كليات الإعلام والفنون الجميلة (فنون وعمارة) والفنون التطبيقية والتربية الفنية والتربية الموسيقية وشعبة المسرح والتربية النوعية والتربية الرياضية وكليات التمريض وكليات العلوم والتكنولوجيا فى الجامعات المصرية!
وعلى أى حال فإن المناهج تعلم أصول المهنة وتعلم الطلاب الجانب المثالى ولا تعلمه النفاق والفهلوة.. فهى آفة مكتسبة، لا يتعلمها فى الجامعة.. والانتهازية ليست بالتعليم ولكنها طبع أصيل فى صاحبها.. تعلمنا الصحافة الحقيقية من الدكاترة سامى عزيز وعواطف عبدالرحمن وخليل صابات وجمال الدين العطيفى وغير هؤلاء.. تعلمنا أيضًا ألا نقع فى مطبات قانونية من خلال دراسة تشريعات الصحافة!
وتعلمنا ألا نسب ولا نقذف فى شخص أحد.. كما تعلمنا أن المواطن العادى له حقوق مصونة بالدستور والقانون أكثر من المسؤول الرسمى.. وتعلمنا أن الخبر خبر والرأى رأى.. لا نخلط أحدهما بالآخر، ولو نجحت اختبارات القدرات فى اكتشاف جيل جديد يحترم المهنة أعتقد أنه سيكون قادرًا على إحياء مجد الآباء والأجداد، واستنهاض المهنة وعودتها إلى جادة الصواب!
باختصار، اختبارات القدرات كانت نوعًا من الاحتجاج على ما آلت إليه مهنة الصحافة والإعلام، وأتصور أنها محاولة لرد الاعتبار لمهنة الصحافة بشكل عام، ومحاولة لتصحيح أوضاع مقلوبة.. وأبسط شىء أن يكون الخريج ملمًا بالقواعد، ثم يكون دورنا أن نعلمه المهنة!.