بقلم : محمد أمين
تعمل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى على تحسين أداء المؤسسات وإنتاجيتها. كما يمكن للذكاء الاصطناعى فهم البيانات على نطاق واسع لا يمكن لأى إنسان تحقيقه. وهذه القدرة يمكن أن تعود بمزايا كبيرة على الأعمال.. وفى هذا السياق تلقيت مشاركة من الأستاذ أشرف مفيد، خبير صناعة المحتوى الرقمى، تعليقا على مقال أمس الأول «حكومة الذكاء الاصطناعى».
يقول فى رسالته: «قرأت مقالك الرائع عن الذكاء الاصطناعى وإمكانية الاستفادة منه فى مجالات كثيرة فى مصر، وقد ذكرت بعض هذه المجالات فى مقالك.. وأسعدنى تناولك تجربتى المتواضعة فى احترافية التعامل مع الذكاء الاصطناعى فى مجال العمل الصحفى!.
واسمح لى أن أتوقف قليلا أمام تساؤلك حول إمكانية أن تكون لدينا حكومة تضم وزراء (روبوتات) وبالمناسبة، فقد لمست فى هذا التساؤل نوعا من التهكم والسخرية، لذلك اسمح لى أن أوضح لك بعض النقاط المهمة فى استخدامات الذكاء الاصطناعى، فقد تطور الأمر بشكل كبير جدا خلال الشهور القليلة الماضية!،
وبالمناسبة، فقد دخل الذكاء الاصطناعى فى مجالات لم تكن تخطر على البال، ومنها مهنة القضاء، حيث استخدم قاض فى الهند تقنيات الذكاء الاصطناعى لفحص قضية كانت مثيرة للجدل، وبالفعل استقر القاضى على الحكم، كما نصحه به (الروبوت) وبعدها أثيرت ضجة كبيرة، وكانت المفاجأة أنه بعد فحص القضية بمعرفة قضاة من دم ولحم استقروا على نفس الحكم.. قس على ذلك جميع المجالات!.
وبالنسبة للحكومة فإنه يمكن أن تكون حكومة تعمل بالذكاء الاصطناعى، لكن ليست كما أشرت بوزراء روبوتات!، ودعنى أقترح أن يتم تشكيل وحدة للذكاء الاصطناعى فى كل وزارة أو هيئة، تكون مهمتها الدعم فى إنجاز أعمال كثيرة، بتحليل البيانات واقتراح الأفكار ومعاونة المسؤول فى هذه الجهة أو تلك، فى اتخاذ القرار بشكل أسرع وأدق بشرط أن يكون من يعملون فى هذه الوحدة يمتلكون القدرة على التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعى باحترافية ويمتلكون مهارات (هندسة الأوامر)!.
واختتم رسالته بقوله: يا صديقى الذكاء الاصطناعى عالم قادم لا محالة، ويجب علينا التعامل معه حسب احتياجاتنا ونستعد له بالتدريب والتأهل والتوعية، ولا نرتكب نفس الخطأ القديم فى تعاملنا مع كل ما هو جديد بالابتعاد عنه والخوف منه والتعامل معه على أساس أنه رجس من عمل الشيطان!.
باختصار، قطار الذكاء الاصطناعى تحرك ومن لم يلحق به ويحجز لنفسه مقعدا بداخله، سوف يجد نفسه مازال (يقف) على رصيف المحطة ينظر إلى القطار، وهو يبتعد بسرعة إلى أن يختفى تماما فيفيق من (الغفلة) ويعض بنان الندم!».