بقلم : محمد أمين
الفضاء فيه الحل لمشكلات البشرية أحيانًا.. وإذا صحّ ما صرح به العالِم المصرى الكبير فاروق الباز عن احتمالات وجود كوكب ثانٍ فيه حياة.. فسأكون أول مَن يسارع ليحجز مكانه على هذا الكوكب.. سأكون فى الصفوف الأولى التى تحجز موقعها، وسآخذ أسرتى ونبدأ هناك من جديد!.
ربما كان لى عذر عندما اخترت البقاء فى هذا الكوكب، لم تكن عندى خيارات أخرى.. والآن لا عذر لى، خاصة إذا كان الباب مفتوحًا للهجرة إلى الكوكب الجديد.. أنا عاوز أعيش فى كوكب تانى، كما قال مدحت صالح.. عاوز أختار وطنى، وأشارك فى تقدمه، سأختار من الوظائف ما يسعدنى، ولا يعكر دمى كل صباح!.
المفاجأة أننى قد لا أعمل فى الصحافة ولا أمتهنها، فالصحافة ليست مربحة بالنسبة لى، ولا هى مفيدة على هذا الكوكب، ولن أختار الوظائف لأبنائى، هم يعملون فى الهندسة على هذا الكوكب، وقد يكون ذلك مناسبًا للكوكب الجديد، لن أختار لهم ولا حتى أقوم بتوجيههم، هم كانوا أكثر شطارة منى عندما اختاروا الهندسة!.
أذكر أننى كنت فى «لحظة صفاء» مع الأستاذ محمد الحيوان، أحسسنا ساعتها أن الصحافة لم تغير شيئًا فى الوطن، ولم تقدم جديدًا لأسباب كثيرة.. وفجأة، سألنى: محمد.. لو لو تكن صحفيًّا، كنت تشتغل إيه؟!، أجبته دون تفكير، وقلت: فلاح، أعمل وأنتج وأغير الحياة، وأنام غير مهموم.. فقال: صح!، وأنا أؤيدك وأتفق معك.. أنا أيضًا أفكر بنفس الطريقة، ولو عاد بى العمر سأعمل فى الزراعة والفلاحة!.
قد كنت أختار الفلاحة والزراعة.. ربما تسعدنى الزهور والنباتات.. لن ترهقنى الزراعة كما عرفتها على هذه الأرض، وبالتأكيد التكنولوجيا سوف توفر المجهود والأعباء!، سأكون سعيدًا بإطعام الناس وتوفير اللبن والجبن للفقراء.. أسعد لحظة أن أحمل لهم اللبن والخير من الأرض!.
سأعيش لحظات سعادة فريدة، سأعرف الطريق إلى السعادة الحقيقية، ستكون لدىَّ الخبرة لأختار الوطن والوظيفة والسعادة.. لن أكون مهمومًا بهموم أكبر من طاقتى وقدراتى، وقد تكون الحياة فى الكوكب الجديد لها ضوابط تحمى الجميع، فلاحين وصحفيين ومهندسين وأطباء!.
قد يعمل أبنائى فى وكالة ناسا، فنعرف الخير والرفاهية والسعادة.. حقًّا «ومَن يهاجر فى سبيل الله يجد فى الأرض مراغمًا كثيرًا وسعة».. يقول «الباز»: «فيه احتمالية أن يكون الكون ليس له حدود على الإطلاق، وإن هذا الكون واسع وشاسع، وما خلقه الله من حولنا أكثر بكثير مما كنا نعتقد أو نتخيل، وإن هناك أشياء كثيرة جدًّا، ولابد من الاستمرار فى الاجتهاد حتى نتعرف أكثر، ويعنى ذلك أن العلم والمعرفة لا ينتهيان لأن علم الله أوسع بكثير مما كنا نعتقد»!.
وأخيرًا، من المؤكد أن الكوكب الجديد لا يعرف الواسطة والمحسوبية والرشوة.. وسوف يكون البقاء فيه لمَن ينتج ويبدع ويبتكر!.