توقيت القاهرة المحلي 22:02:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كنا لا نعرف الياميش!

  مصر اليوم -

كنا لا نعرف الياميش

بقلم: محمد أمين

أذكر أننى صمت رمضان وأنا ابن سبع سنوات، فى أولى ابتدائى.. صحيح لم أستطع صيام الشهر كله، ولم يكن مطلوبًا منى ذلك.. ولكنه كان بداية التدريب على الصيام.. وفى العام التالى صمت ثلثى الشهر، وفى العام الثالث أتممت صيام الشهر كله وأنا ابن عشر سنين.. سواء تناولت السحور أم لا؟.. وكان أبى يوقظنى فى السحور لأنه يخشى أن أصوم دون سحور!.    اعتدت الصيام والحمد لله فى سن مبكرة.. وكنت أصلى الفروض فى المسجد، خاصة صلاة الفجر.. وأواصل قراءة القرآن بالليل.. ولما اشتد عودى كوَّنت مع زملائى مجموعة لرعاية المسجد.. وكنا نحرص على تنظيفه جيدًا وتهويته، ونشترى من مصروفنا أدوات النظافة، وكانت رائحته جيدة.. سواء صحن المسجد أو الحمامات.. وحين ننتهى من ذلك يمسك كل منا بمصحفه ليقرأ القرآن.. وكنا نتسابق من يقرأ منا بشكل أفضل!.    كان جيلنا يقرأ القرآن جيدًا، الآن الطلاب حتى مرحلة الجامعة لا يعرفون قراءة القرآن بشكل صحيح.. لأنهم لم يتدربوا.. وقراءة القرآن مفيدة دينيًا وعلميًا.. ستجد من يقرأ القرآن على الوجه الصحيح متقدمًا فى دراسته، خاصة العربى والنحو، وستجده أكثر فهمًا لدينه.. سواء دخل الكتاتيب زمان أو لم يدخل!.   

الفرق بينهما أن أحدهما يحفظ والآخر شبه حافظ.. تكرار القراءة يجعلك تعرف السياق واللحن، وتدخل فى مود القراءة والحفظ.. فإذا تليت عليك آية يمكن استكمالها بكل بساطة، القرآن سهل على من يُعنى بحفظه ويعتنى بقراءته، «وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين»!.    زمان كانوا يقولون من يحفظ حجة على من لم يحفظ.. ومن يحفظ مقدم درجة على من لم يحفظ.. والحفظ موهبة.. القرآن نور كنا نراه فى جبين الحافظين فى عتمة الليالى.. ولم يكن عندنا كهرباء حتى سنة 70.. وكثيرون منا ذاكروا واجباتهم على نور الأعمدة فى الشوارع، قبل أن تدخل الكهرباء البيوت، وكنا نذهب ليلًا إلى المسجد بنور القرآن!.    تعلمنا الانضباط من القرآن، وتعلمنا الحياة من الصيام وأحسسنا بالفقراء، ومن السيرة النبوية تعلمنا الإيثار، واحترام الكبار.. الأب والأم والجد والمعلم والناظر.. ورأينا الرحمة والعطف فى سلوكياتهم تجاهنا.. وكان المدرس يأتى قرابة ساعة مبكرًا قبل موعده ليعطى لنا حصة إضافية مجانية، ويقدم الجوائز من ماله الخاص.. لا يتأخر عن تشجيعنا مع أن الظروف كانت صعبة للغاية.. وكانت المكافأة تبدأ من قرش تعريفة.. وكانت تمثل وجبة إفطار للمدرس ولكنه لا يبخل بها!.    بالفعل، أحنُّ إلى أيام لم نكن نعرف فيها الياميش ولا العزومات الرمضانية، وكنا نفطر على مشروب التمر والماء أو التمر واللبن.. والبعض كان يفطر على ذلك ويحمد الله ويقوم للصلاة وقراءة القرآن.. كانت أيامًا هادئة بسيطة، وكان اليوم الذى تطهو فيه الأم دكر بط يومًا من أيام التاريخ.. لم يكن شهرًا للأكل، ولكنه كان شهرًا للصيام والعبادة!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كنا لا نعرف الياميش كنا لا نعرف الياميش



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon