توقيت القاهرة المحلي 18:33:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذكريات على هامش النكسة!

  مصر اليوم -

ذكريات على هامش النكسة

بقلم : محمد أمين

يستحق حزب الوفد وما جرى له أكثر من مقال.. تلقيت، أمس، تعليقًا مقتضبًا من رمز وفدى كبير.. قال: الوفد انتهى يا محمد!، وكأنه يتحسر على تاريخ الوفد وقيمة الوفد.. هذا الحزب الذى تأسس على يد سعد زغلول، يبدو أن عبدالسند يمامة جاء ليشيعه إلى مثواه الأخير ويدفنه.. وأتصور أن «يمامة» حين ذهب إلى ضريح سعد، قال له سعد هامسًا: إنت مين يا ابنى؟.. فقال له: أنا آخر رئيس للحزب!.

أحيانًا يكون هناك نوع من الإلهام يشعر به البعض.. صفوت الشريف مثلًا كان يقول أنا آخر وزير إعلام فى مصر، وقد حدث.. صحيح أنه لم يكن الأخير فى القائمة، ولكنه عمليًّا كان الأخير!.. وإحساسى أن «يمامة» سيكون آخر رئيس لحزب الوفد.. السؤال: كيف يحدث هذا؟.. لا أدرى، ولكن المؤشرات واضحة، والناس أصبح لديها شعور بأنه «مفيش فايدة» فعلًا، وهى المقولة الشهيرة للزعيم سعد زغلول، بغض النظر عن ملابساتها!.

شهر أغسطس من الشهور التى لها علاقة متينة بالوفد والوفديين.. فقد رحل زعماء الوفد فى هذا الشهر.. ومات سعد والنحاس فى يوم واحد، هو ٢٣ أغسطس.. ومات سراج الدين فى نفس الشهر أيضًا، فى ٩ أغسطس، وتحول الوفد من الزعامة إلى الرئاسة.. وقال الدكتور نعمان جمعة: «اليوم تنتهى الزعامة لتبدأ الرئاسة». وكان أول رئيس للوفد بهذا المعنى، وبدأ عصره فى الأول من سبتمبر، بعد انتخابات قوية ومؤثرة خاضها «نعمان» أمام حفيد الباشا، وخرج منها الاثنان متشابكين، وكتب الأستاذ عباس الطرابيلى مقاله الأشهر: مات الباشا عاش الوفد!.

وكان الدكتور نعمان جمعة هو النائب الأول لرئيس الوفد، وحسب نص لائحة الحزب الداخلية حينها، يتولى النائب الأول رئاسة الحزب لحين انتخاب الرئيس الجديد لبيت الأمة، وهذا ما فعله الدكتور نعمان بتولى رئاسة الحزب، وفى ١٥ أغسطس، دعا الدكتور نعمان الهيئة الوفدية إلى الانعقاد وانتخاب أول رئيس للوفد خلفًا للراحل فؤاد باشا سراج الدين.

أُجريت الانتخابات فى هذا الحين، وأُعلن فوز الدكتور نعمان جمعة برئاسة حزب الوفد خلفًا للزعيم الراحل فؤاد باشا سراج الدين، وأُجريت الانتخابات وقتها فى جو ديمقراطى، حيث تنافس ٤ مرشحين، وحصل الدكتور نعمان جمعة على نسبة ٧٨.٢٥٪ من الأصوات!.

وخاض انتخابات الرئاسة، لينافس حسنى مبارك، وقيل إنه أهدر أموالًا طائلة فى حملته الانتخابية، وكانت الخسارة فادحة، والنتيجة مخزية للغاية، وكان هناك فريق معارض لترشحه فى الانتخابات، ولكنه كان مُصِرًّا على الترشح!.

وبدأ عصر التصفيات، بعده تحول الحزب إلى فصائل متنازعة، حتى وصلنا إلى عصر التقلبات والانقلابات والحرائق، وجاء الوقت الذى يتفرج فيه جميع الفرقاء ولا ينطقون لأنهم كانوا شركاء فى مأساة الوفد، وتسرب إليه فلول الحزب الوطنى المنحل، ووصلنا إلى تفتيت القاعدة الوفدية، فخرج من بينهم مَن ليس له علاقة بالوفد فى عصر التأسيس الثانى.. وجاء مَن لا يحلم للحزب العريق ولا يعرف تاريخه، ولا قيمته فى الحياة السياسية!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكريات على هامش النكسة ذكريات على هامش النكسة



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon