بقلم - محمد أمين
فى صفحات الحوادث منذ أسابيع، زوجة ترفع دعوى خلع لأن زوجها ضربها، بحجة أنها أكلت بيضتين.. وكان يفترض أن تأكل واحدة من نوع البيض أبو جنيه.. تركت بيتها وغادرت منزل الزوجية، لم تكن تعرف غير البيض الذى يأكله عموم المصريين، ولم تسمع من قبل عن البيض «الأورجانيك».. فمن أين أتى المذيع الفهلوى بهذا؟.. وكيف يمكن الكلام عن ارتفاع الأسعار بهذا الاستخفاف المغرق فى السطحية؟.. هل كان يجب أن نسبّ المواطن حتى يتعلم الأدب، فلا يشكو من زيادة الأسعار؟.. وما علاقة انفلات الأسعار بالبيض الأورجانيك وفسحة السيارات المرسيدس؟.. وهل نؤازر الحكومة ونؤيدها حين نلعن الجمهور؟!، أم أن الأصوب أن يحذر الإعلام الحكومة ليحافظ على الوطن؟!.وعلى أى حال خلينا فى البيض الأورجانيك، وكاتب هذه السطور لم يسمع عنه ولم يأكله، ولا يدافع عن نفسه، لأنه ليس عبئا على الحكومة فى أى شىء.. ولأنه لا يسمع عنه راح يبحث على الإنترنت، مع الباحثين، بعد أن أصبح ترند.. يذكر أحد المواقع أن البيض «الأورجانيك» هو الذى يتم إنتاجه من الدواجن التى تتغذى على الأعلاف الطبيعية، بقيمة غذائية أكبر من الأنواع الأخرى، لأن البيض الأورجانيك ناتج دجاج لا يحتوى طعامه على مواد كيميائية، كما أن طعم البيض العضوى أفضل من العادى، وستلاحظ على الفور أن الصفار برتقالى أكثر منه للون الأصفر، وله نكهة أقوى من البيض التقليدى وله العديد من الفوائد الصحية!.
ليس هذا هو الإعلام الذى ينتظره الجمهور، والفرق كبير بين الإعلام والصراخ لإرهاب المواطن.. فالإعلام ليس هو الذى يسوّد حياة الناس ويبث الكآبة فى نفوسهم.. وليس هو النفاق المستمر للحكومة.. فالإعلام يصنع مبادرات ضد الاحتكار والسيطرة.. وهو الذى يدعو الناس للعمل والترشيد.. دون أن يسب المواطنين ويحقر منهم أو يتعالى عليهم.. وكنت أتمنى أن يهز المذيع طوله ليسمع أنات الناس حتى لا يتم تسطيح الأمور بهذا الشكل.. فالقصة ليست فى البيض الأورجانيك.. نحن لا نريد استفزاز الجمهور ولا الدخول معه فى معركة!.
أيضا لا نريد إشعال الحرائق، وإنما يجب إطفاؤها بلطف.. ولا يحدث هذا إلا حين يكون القائم بالاتصال من آحاد الناس، الذين يحس بهم وبآلامهم.. وليس من أثرياء الفضائيات العربية، الذين يحسبون على كل الأنظمة حتى نظام الإخوان!.
المصريون يعرفون هؤلاء المذيعين ويعرفون من يتحدث باسمهم ومن يتحدث باسم مصالحه فقط.. والمذيع الزعيم أو الفتوة كان مثار مناقشة إعلامية جادة أرجو أن يستفيدوا منها على قناة «القاهرة والناس» وأطرافها كلهم وطنيون ومحسوبون على الدولة، ولا أحد منهم ضد الدولة.. ناقشوا القضية وعاهات الإعلام وصناعة المحتوى الجيد.. لم يتطرقوا إلى أسماء، لكنهم معروفون على كل حال!.
باختصار ينبغى الاستعانة بإعلاميين مقبولين جماهيريا فى القضايا الجماهيرية، وليس بنبطجية أفراح.. إن أحسنوا فى ناحية أساءوا فى ناحية أخرى وهى مصيبة فى الحالتين!.