توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة جمال وناصر!

  مصر اليوم -

رسالة جمال وناصر

بقلم : محمد أمين

 تستعد المدارس الآن لامتحانات الثانوية العامة، والثانوية لها ذكريات فى نفوس طلاب العلم.. أذكر أننا كنا ثلاثة أصدقاء فى فصل واحد بمدرسة كفر شكر الثانوية، نجلس فى الديسك الأول.. عبدالناصر عبدالله على اليمين.. وجمال كامل وكاتب السطور فى المنتصف.. كان ناصر وجمال يعرفان بعضهما منذ الإعدادية!.

حدث ذلك فى مسابقات أوائل الطلبة، وكنا نعرف بعضنا فى المسابقات، تعرفت على ناصر فى الابتدائية لأنه يعيش فى قرية قريبة منى.. وكان اسمه يتردد كواحد من أوائل الطلبة.. ظل هكذا حتى الثانوية العامة، وكان من أوائل الطلاب، ودخل كلية طب عين شمس.. ومعه جمال كامل، وفرقت معى على واحد فى المائة، فدخلت إعلام القاهرة!.

اقترب ناصر وجمال من حلمهما وأصبحا استشاريين يعالجان الغلابة من المرضى.. وحقق ناصر حلمه بالكشف على الفقراء بأقل سعر ممكن.. وهكذا كان جمال الذى كان الكشف عنده لا يتجاوز ثلاثين جنيهًا، وربما يردها للفقراء.. ناصر كان ومازال هو همزة الوصل بينى وبين أبناء دفعة الثانوية، فهو يعرفهم جميعًا بالأسماء الثلاثية، وربما الرباعية، أعطاه الله ذاكرة فولاذية، نفعته فى الدراسة وفى تكوين معارفه!.

حين تواصلت مع الدكتور عبدالناصر كانت المكالمة كلها تقريبًا حول جمال كامل التهامى، رحمه الله، وهما بالمناسبة دفعة الدكتور محمود المتينى، رئيس الجامعة الحالى!.

كان طموحنا أن نقدم رسالة للوطن.. ناصر وجمال يقدمان خدمة الطب للفقراء والغلابة، وأنا أدافع عن الفقراء ومحدودى الدخل فى الصحافة.. لم يكن هذا اتفاقًا، ولكنه كان توجهًا عند أمثالنا من الطلاب.. مَن يريد أن يصبح طبيبًا كى يساعد الفقراء والمساكين، ومَن يريد أن يصبح ضابطًا فهو يتمنى ذلك لخدمة الناس ومحاربة اللصوص.. كانت أمنيات بريئة.. مِنّا مَن التزم بها وظل على عهده مع الله بعد أن حقق أمنيته!.

كنت أخشى من منظر الدم، فلم أصبح طبيبًا، وإن كان هناك من أهل بلدتى مَن كان ينادينى بالدكتور، وحين ذهبت إلى الإعلام قلت: كلٌّ ميسَّر لما خُلق له.. نفس الجملة التى يقولها الدكتور عبدالناصر الآن، وهو يحمد الله أن وفقه للطب.. وهو كثيرًا ما يتكلم عن رفيقه جمال ونقائه واحترامه وأن الله رزقه بأولاد أطباء ومهندسين.. كان الخيط الجامع لنا أننا لا نتدخل فى رسم مستقبل الأولاد، وإنما تركناهم يختارون ما يشاءون لمستقبلهم، فاتجهوا بإرادتهم إلى الطب والهندسة، أما أنا فقد اتجه أبنائى للهندسة دون توجيه، فلم يدخل أحدهم الطب أو الإعلام!.

جمال كان متأثرًا بالدكتور إبراهيم بدران، العالِم الطبيب، حيث كانت تذكرة الكشف لا تزيد فى زمانه على عشرة جنيهات.. ومضى جمال كامل على نفس الخط لا يرفع تذكرة الكشف.. بينما زملاؤه كانوا قد طاروا وحلقوا فى السماء.. يقول الدكتور عبدالناصر إن جمال كان أشطر من كثيرين، ولكنه كان راضيًا قنوعًا، قلت: مع أن المرضى يختارون الأغلى كشفًا للأسف!.

القصة ليست بالأغلى كشفًا، وإنما بقيمة صاحبها وعلمه وضميره.. السؤال: يا ترى كم طالبًا يحلم بأن يكون طبيبًا الآن بعد أن تدهور حال المهنة إلى هذا الحد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة جمال وناصر رسالة جمال وناصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon