توقيت القاهرة المحلي 22:49:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيلسوف الكسل!

  مصر اليوم -

فيلسوف الكسل

بقلم : محمد أمين

أكتب لكم اليوم عن فيلسوف الكسل.. وهو بالمصادفة كاتب فرنسى من أصل مصرى أو بالأصح كاتب مصرى من أصل سورى يكتب بالفرنسية اسمه ألبير قصيرى ولد فى حى الفجالة بالقاهرة كانت عائلته من الميسورين حيث إن والده كان من أصحاب الأملاك. كان ألبير يقول: «نحن من شوام مصر. والدى أرثوذكسى من بلدة القصير قرب حمص فى سوريا. انتقلت العائلة إلى مصر أواخر القرن التاسع عشر»!

تلقى ألبير قصيرى تعليمه فى مدارس دينية مسيحية قبل أن ينتقل إلى مدرسة الجيزويت الفرنسية، حيث قرأ لبلزاك وموليير وفيكتور هوغو وفولتير وغيرهم من كبار الكتّاب الفرنسيين الكلاسيكيين!

كانت فلسفة ألبير قصيرى فى حياته هى فلسفة الكسل، كان عاطلًا بالوراثة مثل كثيرين نعرفهم هنا، لم يعمل فى حياته وكان يقول إنه لم ير أحدًا من أفراد عائلته يعمل.. الجد والأب والأخوة فى مصر كانوا يعيشون على عائدات الأراضى والأملاك، أما هو فقد عاش من عائدات كتبه وكتابة السيناريوهات، وكان يقول (حين نملك فى الشرق ما يكفى لنعيش منه لا نعود نعمل، بخلاف أوروبا» التى حين تملك ملايين نستمر فى العمل لنكسب أكثر!

وأتاح له ذلك زيارة العديد من الدول مثل أمريكا وإنجلترا وعمل فى البحرية التجارية ما بين عامى ١٩٣٩ و١٩٤٥ عندما كان فى السابعة عشرة من عمره، قبل أن يقرر الاستقرار فى فرنسا وكان حينها فى الثانية والثلاثين من العمر!

عاش ألبير قصيرى طوال حياته فى غرفة رقم ٥٨ فى فندق لا لويزيان بشارع السين بحى سان جيرمانا حتى وفاته، واختار العيش فى غرفة فندق لأنه كان يكره التملك حيث كان يقول (الملكية هى التى تجعل منك عبدا)!

تزوج قصيرى من ممثلة مسرحية فرنسية، ولكن لم يدم هذا الزواج طويلًا وعاش بقية حياته أعزب وحين كان يسأل عن السعادة كان يقول أن أكون بمفردى!

تعرف ألبير قصيرى على البير كامى وجان بول سارتر ولورانس داريل الذين أصبحوا فيما بعد رفقته وصحبته اليومية طوال ١٥ عاما فى مقهى كافيه دو فلور، حتى وفاته عندما أصيب بسرطان الحنجرة.. فقد قدرته على النطق وكان يجيب عن أسئلة الصحفيين كتابة.

لم يطلب ألبير قصيرى الحصول على الجنسية الفرنسية على الإطلاق وكان يؤكد (لست فى حاجة)

ولست فى حاجة لأن أعيش فى مصر ولا لأن أكتب بالعربية، فإن مصر فى داخلى وهى ذاكرتى!

وقيل إنه حصل على جائزة فلم يذهب ليحصل عليها ورفض لأنه كسل أن يذهب إلى الحفل!

السؤال لماذا لم يهتم به النقاد فى مصر ولم نسمع عنه مع أنه مصرى ولم يحصل على جنسية غيرها وأظن أنه ظلم لأنه لم يكن فرنسيًا ولكنه كان يكتب بالفرنسية، وظل مصريًا وإن كان لا يكتب بالعربية، وعاش فى عصر طه حسين والعقاد ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وغير هؤلاء!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلسوف الكسل فيلسوف الكسل



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon