توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لو عاش الكواكبى!

  مصر اليوم -

لو عاش الكواكبى

بقلم : محمد أمين

أكشف لكم عن سر شخصى، أننى أحب الكلام مع البحر.. وقد قلت للبحر فى رحلتى للإسكندرية: هل عندك حل، ها أنا وأنت؟.. كثيرًا ما أحب الكلام والحكايات مع البحر، فهو لا يُفشى سرًّا ولا يذيع أمرًا.. ولا يتهمنى بالجنون والخلل.. قال البحر فى كلمة: اقرأ، لعل فى القراءة أن تجد حلًّا، فنظرت من جديد فى كتاب كان فى يدى.. عنوانه عبدالرحمن الكواكبى، وهو أحد رواد النهضة العربية ومفكريها فى القرن التاسع عشر، أحد مؤسسى الفكر القومى العربى. اشتهر بكتاب «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد»، الذى يُعد من أهم الكتب العربية فى القرن التاسع عشر التى تناقش ظاهرة الاستبداد السياسى، كما يُعدّ فقيهًا حنفيًّا، مفسرًا، ولى الإفتاء بحلب فى المدرسة الخسروية المشروطة لمفتى حلب!.

عندما بلغ عبدالرحمن الكواكبى الثانية والعشرين من عمره، الْتحق كمحرر بجريدة «الفرات»، وكانت جريدة رسمية تصدر فى حلب، ولكن إيمانه بالحرية وروح المقاومة لديه دفعاه إلى أن يؤسس هو وزميله السيد هشام العطار أول جريدة رسمية عربية خالصة، وهى جريدة «الشهباء».. لم تستمر سوى خمسة عشر عددًا؛ حيث أغلقتها السلطات العثمانية، التى كانت تحت سيطرة جمعية الاتحاد والترقى بسبب المقالات النقدية اللاذعة الموجهة ضدها!.

اشتغل الكواكبى بالعديد من الوظائف الرسمية، فكان كاتبًا فخريًّا للجنة المعارف، ثم مُحرِّرًا للمقالات، ثم صار بعد ذلك مأمور الإجراءات، (رئيس قسم المحضرين)، كما كان عضوًا فخريًّا بلجنة القومسيون. وكذلك كان يشغل منصب عضو محكمة التجارة بولاية حلب، بالإضافة إلى توليه منصب رئيس البلدية!.

سافر الكواكبى إلى الهند والصين، وسواحل شرق آسيا وسواحل إفريقيا، كما سافر إلى مصر، وكانت لسياسة التتريك الدور الأساسى فى إشعال المشاعر العربية، حيث استطاع القوميون الأتراك (الطورانيون) إقصاء

عبدالحميد الثانى.. والوصول إلى السلطة، وقاموا بمحاربة اللغة العربية، وفرض اللغة التركية على العرب!.

وُلد فى ٢٣ شوال سنة ١٢٧١هـ، الموافق ٩ يوليو ١٨٥٥، فى مدينة حلب، لعائلة لها شأن كبير. والده هو أحمد بهائى بن محمد بن مسعود الكواكبى، والدته السيدة عفيفة بنت مسعود آل نقيب، وهى ابنة مفتى أنطاكية فى سوريا. وهو أخو مسعود الكواكبى.. ينتسب الكواكبى من أبويه إلى على بن أبى طالب، رضى الله عنه.

بدأ الكواكبى حياته بالكتابة إلى الصحافة، وعين محررًا فى جريدة الفرات التى كانت تصدر فى حلب، وعُرف الكواكبى بمقالاته التى تفضح فساد الولاة، ويرجح حفيده سعد زغلول الكواكبى أن جده عمل فى صحيفة «الفرات» الرسمية سنتين تقريبًا، براتب شهرى ٨٠٠ قرش سورى!.

وقد شعر أن العمل فى صحيفة رسمية يعرقل طموحه فى تنوير العامة وتزويدهم بالأخبار الصحيحة، فالصحف الرسمية لم تكن سوى مطلب للسلطة.. وأخيرًا لو عاش الكواكبى فى مثل هذه الأيام، ما كان يحدث فى سوريا ما يحدث فيها، ولكان فسر لنا ما يحدث هناك.. رحم الله الكواكبى، وغفر له.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو عاش الكواكبى لو عاش الكواكبى



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon