بقلم : محمد أمين
قدم البرلمان الكورى الجنوبى درسًا تاريخيًا بعزل الرئيس، وانتصر للشعب الذى طالب بعزله؛ لأنه قرر فرض الطوارئ والأحكام العرفية على البلاد.. مفهوم أن تنتصر المعارضة، ولكن أن تنجح المعارضة فى إقناع نواب من حزب السلطة، الذى ينتمى إليه الرئيس، فهذه مسألة تستحق النظر بعين الاعتبار، وقراءة التفسير المنطقى لما جرى!
فى النهاية تم عزل الرئيس «يون»، ومن المقرر أن يتولى رئيس الوزراء مهام منصب الرئيس مؤقتًا، ليكون قد استوعب الدرس قبل أن يبدأ مهامه، فيطبق القانون والدستور ويحفظ حق الشعب فى الحرية وحقوق الإنسان، ولا يعتدى عليهم بفرض الأحكام العرفية والطوارئ كما فعل الرئيس المعزول!
وأتوقف هنا أمام كلمة زعيم المعارضة، الذى قال إن إجراءات العزل تمثل انتصارًا عظيمًا للشعب والديمقراطية، وقال إن فرض الأحكام العرفية يمثل انتهاكًا صارخًا للدستور، وخرقًا خطيرًا للقانون، واعتبره نوعًا من التمرد الذى يستحق العزل.. وقال: «أحضكم على التصويت لصالح العزل من أجل ترك درس تاريخى مفاده أن الذين يدمرون النظام الدستورى سوف يُحاسبون»!
وأتصور أنها كلمة سريعة وموجزة ينبغى أن يستوعبها كل حكام العالم، فلا يعتدوا على حق الشعب فى الحرية، ولا يتجرأوا عليه بفرض الطوارئ والأحكام العرفية.. وأعتقد أن هذه المعانى لا يختلف عليها إنسان، ولذلك وصلت بسرعة إلى أنصاره فى الحزب الحاكم، فقرروا التصويت لصالح الديمقراطية، وتم عزل الرئيس!
صحيح أن معظم نواب حزب السلطة غادروا الجلسة قبل التصويت حتى لا يكتمل النصاب، لكنه فى النهاية صدر قرار من البرلمان بعزله، دون بكاء عليه! وهو ما يفسر حرية الأحزاب والبرلمان والإعلام والنظام القضائى المستقل الذى جعل المدعى العام يستدعى الرئيس ويوقفه، دون خوف أو تردد!
باختصار.. الحرية هى التى جعلت المعارضة تتحرك وتمضى فى إجراءات العزل دون تخوينها أو اتهامها بالتآمر!.