بقلم : محمد أمين
نكشت إسرائيل لتوسيع دائرة الحرب، بهدف إطالة عمر نتنياهو فى السلطة.. وللأسف لا يهم بعض الحكام أن يجر المنطقة إلى المجهول، الأهم أن يبقى فى السلطة مهما كلفه ذلك.. أمس الأول، عشنا ليلة لم ننم فيها لنشاهد الرد الانتقامى لإيران من إسرائيل على الهواء مباشرة.. كان البعض قبلها يراهن أن إيران لن ترد على قصف القنصلية، ولو حدث فستكون تمثيلية!.
وسايرت إيران بعض التكهنات، وقالت إنها ردت بالاستيلاء على سفينة مملوكة جزئيًّا لإسرائيل، وشرب البعض كأس الخداع الذى صنعته إيران، وتصورنا أنها لن تفعل شيئًا، وفوجئنا بعملية «الوعد الحق»، التى أحدثت الصدمة والرعب فى قلب إسرائيل!.
وشاهدنا الإسرائيليين يجرون فى كل مكان لتفادى صواريخ يوم القيامة والطائرات المسيرة، وبالمناسبة، فإن دخول إيران الحرب مباشرة تطور نوعى خطير، يفتح الباب لاحتمالات كثيرة وخسائر على المنطقة كلها!.
ومن المؤكد فإن ما أقدم عليه نتنياهو من توسيع دائرة الحرب يحظى برفض شعبى كبير، ومعارضة أكبر فى الدوائر القريبة من صنع القرار، وكانت إسرائيل فى غنى عن جر شكَل إيران لتجر المنطقة كلها إلى المجهول، فترسل إيران سيلًا من الطائرات المسيرة تمطر إسرائيل بالقذائف وتضىء سماء تل أبيب!.
وأعتقد أن إسرائيل ستندم على إقحام لبنان وسوريا وإيران، وإذا كان مجلس الحرب الإسرائيلى قد هدد بالرد القاسى، فإن المنطقة ستكون بين الرد ورد الرد لتدخل دول أخرى محتملة، وربما جماعات فى المنطقة قد تحول إسرائيل إلى كتلة من اللهب، ويتم تفريغ إسرائيل من سكانها بالهجرة إلى الخارج، وينتهى الاحتلال وتنتهى إسرائيل!.
ما فعلته إيران من إطلاق الصواريخ والمسيرات هو الأخطر من نوعه منذ عقود بين البلدين بشكل مباشر، وقد ألحق بإسرائيل هزيمة عسكرية وأخرى معنوية غير هزيمة إسرائيل فى 7 أكتوبر على يد حماس، وهو موسم هزائم متكررة لإسرائيل، مما جعل إيران تطالب أمريكا بأن تنأى بنفسها عن النزاع بين البلدين، واعتبار ما جرى من عمل عسكرى نوعًا من الدفاع المشروع بناءً على المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وكان ردًّا على عدوان النظام الصهيونى على مبانيها الدبلوماسية فى دمشق!.
باختصار، تريد أمريكا أن تتوقف الحرب عند هذا الحد، فحذرت نتنياهو من القيام بالرد قبل إخطارها، فرد نتنياهو بأن الرد سيكون خلال 48 ساعة!.
وأخيرًا، أحذر من رد إسرائيلى على عملية «الوعد الحق» لأن إيران ستضرب فى عمق تل أبيب هذه المرة، ويجب ألّا نقلل من قيمة إيران أو نسخر منها على السوشيال ميديا، فإن ذلك ما تتمناه إسرائيل ويتمناه الصهاينة أولًا وقبل أى شىء، فلو كان هناك طرف ننحاز إليه فينبغى أن يكون إيران