توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحلة علاجية تعليمية!

  مصر اليوم -

رحلة علاجية تعليمية

بقلم : محمد أمين

رحلة سيوة تشبه عندى رحلة النوبة، فهى رحلة تثقيفية وعلاجية وتعليمية.. البعض ينحاز إلى سيوة، ولكن هناك عشاقًا للنوبة بكنوزها أيضًا.. نفس عشاق سيوة ينحازون إليها.. يقولون إن رملها ذهب، وخصائص الرمل هنا تصلح لعلاج كل شىء، وتختلف أيضًا عن سفاجا.. الأعجب أنك حين تظن أنك سافرت وغامرت وخاطرت بقطع مسافات طويلة تجد إلى جوارك بعض الأجانب يدرسون كل شىء من عادات الشعوب، ويحصلون على جرعات من العلاج الطبيعى وصولًا إلى الحجامة، ثم يدونون كل الملاحظات فى دفاتر يعودون بها إلى بلادهم!.
ولا أنسى طيبة أهل النوبة عندما زرتها أكثر من مرة وهم يحاولون التأكيد على أن أعشاب النوبة صالحة لكل شىء.. أيضًا أهل سيوة الذين يتحدثون الأمازيغية كأنها لغة أولى يُشعرونك بمحبتهم وترحيبهم وتقديم كل ما يستطيعون من خدمات لتذهب إليهم فى الموسم.. والموسم يبدأ عندهم من منتصف شهر يونيو إلى منتصف شهر سبتمبر.. وهذه الأيام تكثر فيها أعداد الزائرين ليمارسوا طقوسهم فى عملية الدفن فى الملح والرمل!.

وأهم مَن رصد هذه العادات كان الكاتب الكبير الراحل جمال الغيطانى، فكان يستمع إلى الناس فى الصعيد والنوبة، ويسجل ما يقولونه، ويروى الحكايات كما يروونها.. بإيمان كامل أنها حقائق وتاريخ.. وأظن أنه لو ذهب إلى سيوة لكان قد ترك لنا تراثًا عظيمًا من حكايات أهل سيوة.. كيف نشأت شالى؟.. أى البلد.. وكيف بقيت؟.. وما هى الحروب التى خاضوها؟.. وربما كان يسجل قصة الهجرات القادمة من المغرب العربى فى رحلة الحج، والأمازيغية فى سيوة.. فقد كان رحمه الله يسجل التراث ويؤمن به ويرى أنه عثر على كنز!.

لم أسأل الدكتور زاهى حواس إن كان قد زار آثار سيوة أم لا؟.. وإن كان قد تعاطى كورسات العلاج الطبيعى هناك أم لا؟.. لكنك تشعر بوجوده فى كل مكان.. سواء فى عرض الآثار أو فى طريقة الشرح، لدرجة أننى أطلقت على أحد شباب سيوة أمس أنه زاهى حواس الواحة.. فهو شاب مثقف ومتعلم يعرف تاريخ شالى.. أى البلدة العتيقة، ويحفظ تراث الأجداد ويرويه بطريقة محببة، وأعتقد أنه مرجع لمعظم الدارسين لتاريخ سيوة!.

كنوزنا ممتدة بامتداد الأرض.. من سيوة إلى النوبة وفى كل محافظة عندنا مناطق أثرية عظيمة.. لكن الاهتمام بها يحتاج إلى دفعة كبرى خاصة فى سيوة.. هناك مزارات رائعة، سواء لمعبد آمون أو معبد الوحى وعين كليوباترا وجزيرة فطناس التى تشاهد منها غروب الشمس كأنك جزء من المشهد.. وهذه الجزيرة يتم تجفيفها الآن للأسف.. وقد انتشرت على وسائل التواصل رسائل عن سبق إصرار وترصد لتجفيف البحيرة، فأصبحت الأرض ظاهرة والماء ينحسر عنها.. وقد اهتمت بالقصة بعض وكالات الأنباء، مع أن ذلك غير صحيح.. قد يكون هناك إهمال ولكن ليست هناك مؤامرة!.

سيوة ستبقى عظيمة وكنوزها رائعة، وقد أصبحت على خريطة السياحة العالمية، فشجعوها كى تقف على أقدامها.. وهناك محاولات رائعة لاستقدام كبار قادة العالم ليعيشوا فيها بعض الأيام فى حضن الطبيعة بعيدًا عن وسائل الاتصال الحديثة والكهرباء، فيستخدموا الملح فى كل شىء.. وتُضاء الشموع فيها وليس الكهرباء.. العالم كله يحنُّ إلى لحظة بدائية راقية.. وليس ذلك فى أى مكان إلا فى سيوة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة علاجية تعليمية رحلة علاجية تعليمية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon