توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذكرى عيد الجهاد!

  مصر اليوم -

ذكرى عيد الجهاد

بقلم : محمد أمين

 مرَّ يوم أمس الموافق 13 نوفمبر، من دون أى إشارة لذكرى عيد الجهاد.. وقد كان عيدًا وطنيًا قوميًا تحتفل به مصر منذ عام 1922 حتى سنة 1952.. وكان يعتبر يومًا قوميًا فى عهد المملكة المصرية، ويقترن باسم الزعيم سعد زغلول.. كان الشعب المصرى يتوجه فى هذا اليوم بكل طوائفه إلى ضريح سعد زغلول، حيث يخطب فيه الزعماء ويضعون الزهور ترحمًا عليه!.

ما يعنى أنه عيد قومى وليس عيدًا وفديًا.. وللأسف، لم أجد له إشارة أو أى شىء إلا فى صحيفة الوفد.. وهو ما يعزز فكرة التعامل معه على أنه عيد فئوى أو حزبى وليس عيدًا قوميًا تحتفل به مصر.. وكان يحضره ويرتب له رئيس الحكومة، لأنه كان يعبر عن نضال شعب ضد الاستعمار.. فلما جاءت ثورة يوليو ألغته، على اعتبار أنه لا توجد ثورة فى مصر إلا ثورة 52، وأما ثورة 19 فلا شىء فى التاريخ اسمه ثورة 19، لذلك تقرر حاليًا إلغاء التاريخ من المواد الدراسية.. بلا وجع قلب!.

مع انتهاء الحرب العالمية الأولى ظهرت فكرة اجتماع الحلفاء المنتصرين فى الحرب لتقرير كيفية تقسيم الغنائم، «مؤتمر باريس للسلام 1919»، قرر الزعيم سعد زغلول وعلى شعراوى وعبدالعزيز فهمى الذهاب إلى مؤتمر الصلح لتمثيل مصر، وطلب الاستقلال. وذهبوا إلى دار الحماية البريطانية لمقابلة المندوب السامى البريطانى، السير ريجنالد ونجت، فى مثل هذا اليوم من العام 1918، لطلب السماح لهم بالسفر والمشاركة فى المؤتمر، إلا أن طلبهم قُوبل بالرفض، وقيل إنهم لا يمثلون سوى أنفسهم فقط، فهبَّ الشعب المصرى بكل فئاته لجمع التوكيلات لسعد زغلول ورفيقيه لتفويضهم للسفر، لتكون تلك هى النواة الأولى لثورة 1919 وتشكيل حزب الوفد!.. واعتبر 13 نوفمبر من كل عام عيدًا للجهاد الوطنى!.

وفى مثل هذا اليوم أيضًا فى 1935، خطاب ألقاه السير صمويل هور، وزير الخارجية البريطانى فى لندن، تهكم فيه على الدساتير المصرية، حيث وصف دستور 1923 بأنه غير صالح للعمل، ودستور 1930 بأنه لا يتوافق مع رغبات الأمة، وأضاف أن بريطانيا نصحت بألا يتم إعدادهما من الأساس.. واندلعت المظاهرات فى القاهرة، وقابل البوليس هذه المظاهرات بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، وكان أول الذين قُتلوا عاملًا فى سرادق الاحتفال بعيد الجهاد. وتجددت المظاهرات فى الأيام التالية، وكانت أهم المظاهرات التى قام بها طلبة جامعة الملك فؤاد (القاهرة حاليًا)، التى تدفقت عبر كوبرى عباس بالجيزة، وأطلق البوليس النار عليها، فقتل عددًا من الطلبة!.

باختصار، استمر المصريون يحتفلون فى مثل هذا اليوم من كل عام بعيد الجهاد الوطنى حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، التى ألغت الاحتفال!، وربما أوعزت بالبعد عن ذكر أى شىء عن عيد الجهاد الوطنى، واستمر هذا التعامل معه حتى وقتنا الحالى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكرى عيد الجهاد ذكرى عيد الجهاد



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon