بقلم : محمد أمين
كتبت أمس مقالًا عن أهمية التصنيع والتشغيل والتدريب فى مصر.. واليوم أكتب عن السباكة فى مصر.. هل نستطيع أن نفخر بأن لدينا سباكين من طراز فريد؟.. هل السباكة تقدمت فى مصر أم تأخرت؟.. بالمعايشة السباكة تأخرت وتراجعت.. وهى من أسباب تدهور الثروة العقارية فى مصر، وانهيارات المبانى.. ولكن ليس لدينا مراكز تدريب لقياس مدى تفوقنا أو تراجعنا!.
يبقى السؤال: ما هى الجهة المنوط بها قياس التقدم والتراجع.. هل هى وزارة الصناعة أم وزارة الإسكان والمرافق؟.. على حدود علمى لم تقدم وزارة الإسكان مشروعًا للتدريب على حرفة السباكة، رغم أن كل محافظة فيها مديرية للإسكان والمرافق.. لم تقدم الحكومة مشروعًا لتدريب الشباب على مهارات السباكة أو النجارة أو الميكانيكا، وقد كان بإمكاننا تصدير عمالة ماهرة ومؤهلة، ولكن تركت الحكاية للفهلوة والمجهود الذاتى بكل أسف!.
كنا فى يوم من الأيام نتباهى بالعمالة المدربة المؤهلة.. وكان البعض يطلب سباكا من مصر لتأسيس بيته، أو تجديد مرافقه.. وكان المصرى رقم واحد عربيًا لأنه الأكثر خبرة، ثم إنه وارد من الدولة الأكثر حضارة والأكثر حداثة، وقد مرت عليه عمليات كثيرة من أى نوع تجعله يتفوق فى الصنعة المطلوبة!.
الآن هل يمكن أن تعد على أصابع يديك واحدًا أو اثنين أو ثلاثة سباكين فى نطاق منطقتك السكنية؟.. أم أنه سباك واحد هو الذى تلجأ له إن كان يعرف أو لا يعرف؟!. أين ذهب السباك «الأسطى»؟.. هل هجر الصنعة، أم غير نشاطه واشتغل سائق توك توك؟!.
هل الصنايعى «الأسطى» يختلف حسب الحى رقيًا وغير ذلك؟.. هل سباك التجمع يختلف عن سباك المهندسين والجيزة؟.. وهل يختلف سباك الشيخ زايد عن سباك الوراق وبولاق والسبتية وشبرا؟.. هل الاختلاف فى الأجرة أم فى الصنعة؟.. هل المناطق الشعبية تكسب فى الصنعة؟.. أترك لكم الإجابة بالطبع!.
سبب هذا المقال أن صديقا سألنى بقوله: أين مراكز التدريب على الحرف، مثل السباكة والنجارة؟.. ولماذا لا تنتبه الحكومة إلى أن أزمة المياه مرتبطة بالسباكة، ولكى نحافظ على المياه، لا بد من عمل سباكة جيدة وصيانة جيدة للمرافق؟؛ فهى تحقق ميزتين.. أولا صناعة سباك جيد يمتلك حرفة جيدة، وتصدير أسطوات للخارج، لجلب العملة الصعبة، وغير هذا الحفاظ على المياه.. وهكذا نصنع المستقبل عن طريق تخريج عمالة ماهرة من مراكز تدريب متطورة، لنعود إلى «الأسطى» من جديد فى مجالات السباكة والنجارة والميكانيكا!.
باختصار مراكز التدريب باب يمتص البطالة، ويفتح الباب للعمل، وممكن يكون فرصة للتدريب التحويلى خاصة بالنسبة لخريجى الدبلومات الفنية، للحصول على فرصة عمل ذات عائد مجز، فلا ينتظر دوره فى التعيين!.