بقلم : محمد أمين
بداية، أرحب ببدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان.. وثانيًا، الفضل فى هذا القرار لفرنسا وليس أمريكا وحدها.. فلا يمكن تجاهل الجهود التى قامت بها فرنسا لوقف إطلاق النار.. المهم، أن بايدن أبى أن يعطى فضلًا لترامب وقطع الطريق عليه.. وعاد أهالى الجنوب إلى قراهم مع الدقائق الأولى من صباح أمس.. وقد لقى القرار ترحيبًا دوليًا، وقال رئيس الوزراء البريطانى إنه يرحب بالقرار، وأضاف أن هناك قرارًا مماثلًا لغزة خلال أيام، لتنتهى المأساة وتعود المياه لمجاريها وتتوقف آلة الحرب!
وقد شاهدت ذبح الذبائح فى جنوب لبنان، ما يدل على أن اللبنانيين كانوا يتعطشون لمثل هذا القرار بوقف إطلاق النار، وكانوا يرقصون الدبكة، ويطلقون الزغاريد احتفالًا بالقرار، خاصة أنه لا ذنب لهم فى الحرب ولا يريدونها، فهم شعب فرفوش يحب الحياة.. ولا يحب منظر الدماء، ولم يكن لهم يد فى الحرب!
وقال المبعوث الأمريكى آموس هوكشتاين إن آلية مراقبة وقف إطلاق النار تتأسس الآن وتعمل على منع حصول أى خروقات.. نحن لا نريد تكرار ما حدث عام2006 عند انتهاء الحـرب، ويجب تطبيق الاتفاق كاملًا، وأهم ما فى الموضوع قوله إننا لن ننشر قوات أمريكية فى لبنان بل سنقدم دعمًا للجيش اللبنانى، ليصبح لبنان دولة طبيعية عندها مؤسسات وجيش يحمى حدودها واتفاقاتها!، وأضاف أن لكل من لبنان وإسرائيل حق الدفاع عن النفس، وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار والقانون الدولى!
ورحبت أطراف دولية بالاتفاق الذى ينهى العنف فى لبنان بعد عقود من الزمان، فيما تقوم إسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان وفقًا للاتفاق.. وفى السياق نفسه، أكد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أن «اتفاق وقف النار فى لبنان يجب أن يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره فى غزة».. ودعا بعد اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان إلى انتخاب رئيس دون تأخير، لتصبح لبنان مكتملة المؤسسات الدستورية!
نتمنى أن يعم السلام والهدوء وتعود الحياة للبنان، ويتم انتخاب الرئيس، وتستعيد الحكومة ثقة اللبنانيين، وتمتد الحالة إلى غزة، ويعود أهلنا هناك إلى أراضيهم ومنازلهم، وتتم إعادة الإعمار بأسرع مما يتصور أهل غزة، ويتم الترتيب لإعادة الهدوء إلى مناطق النازحين ليعودوا إلى بيوتهم قبل الشتاء!
وأخيرًا، لقد تألمنا كثيرًا لمشاهد الأسر الفلسطينية وهى تنام فى الخيام تحت المطر والقصف بلا غطاء ولا طعام.. ولا يهمنا تحفظات البعض على اتفاق وقف إطلاق النار، لأنه يعطى الفرصة لإسرائيل لالتقاط الأنفاس.. أيضًا الفلسطينيون فى حاجة لالتقاط الأنفاس واستعادة الحياة والهدوء!.