بقلم : محمد أمين
من المبكر جدًا الحكم على المحافظين الجدد.. صحيح «الجواب بيبان من عنوانه» كما يقولون، ولكن ليس من الإنصاف الحكم على محافظ من تصرف واحد، خاصة أنه لم تمر عليهم غير أسابيع فى مهامهم.. وقد يكون سبب ما علمناه حتى الآن نوعًا من الحماسة أو الرغبة فى إثبات الذات أو السعى للشهرة!.
ويدخل معنا فى دائرة الضوء محافظان أحدهما فى الدلتا والآخر فى جنوب الصعيد.. الأول هو محافظ الدقهلية الذى قام بضبط مواطنة تحمل شنطة خبز ظنها مخالفة، والثانى محافظ قنا الذى طلب اجتماعًا لرؤساء الوحدات المحلية ثم أغلق الباب، وقرر توقيع اختبار مخدرات على الجميع!.
قلت قد يكون ذلك من قبيل الحماسة والرغبة فى فرض السيطرة من أول يوم أو أن الغربال الجديد له شدة.. أو أى شىء من هذا القبيل.. ولكن يبدو أن أيا من المحافظين لم يشعر بالخطأ.. يقول اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، إنه مستمر فى جولاته الميدانية بكافة مدن ومراكز وقرى المحافظة، ما يعنى أنها سياسة الرجل!.
صحيح أنه قال إنه يرغب فى معرفة مدى الخدمات المقدمة للمواطنين والتعرف على مشكلاتهم.. ولكنه لم يشعر بأن هناك أخطاء فى الممارسة، فمن المهم أن يقيم أداءه ويستمع لردود الفعل على تصرفاته، سواء من المقربين أو من ردود فعل الرأى العام!.
فنحن مع المحافظ فى قراره بأنه لن يترك قرية ولا عزبة ولا شبراً على أرض المحافظة إلا وسيزوره لحل مشكلات المواطنين.
فقد تصور أنه خبز مهرب ومخالف للقانون، ومضى خلفها حتى البيت ولم يلفت نظره أن البيت فقير جدًا وأنه ليس هناك أثاث ولا شىء غير الخبز، ورجل عاجز حتى إنه لا يقدر أن يقوم لاستقباله!.
كانت جولة تفقدية ليتفقد عمل المخابز وتوفير رغيف العيش، ترافقه كاميرا، ولو أن المحافظ انتبه لحالة البيت الذى دخله وقرر أن يصرف لصاحبه حصة تموينية على حسابه، لكانت لفتة طيبة وإنسانية تحقق هدفًا للحكومة أكثر مما حققته كبسة المحافظ الفشنك، فلا أحد يستطيع أن يصرف خبزًا مدعوما بأى طريقة غير الطريقة الرسمية.. إما أن الست صرفت من حصتها وسجلت عليها، أو أنها صرفت من حصة آخرين وخصمت منهم.. فهناك عائلات قد تعطى الغلابة بطاقة التموين ليصرفوها على سبيل الصدقة.. لكن المحافظ حديث عهد لا يعرف هذه التصرفات واعتبرها تسرق خبزًا ليس من حقها وأخذ الخبز ومضى!.
باختصار المحافظون لديهم رغبة فى العمل وضبط السوق وقد تقع تصرفات خطأ لكن من الممكن اللعب بهدوء ولذلك أنصحه فأقول: حبة حبة يا علام!.