بقلم : محمد أمين
هذه رسالة من صديق كبير تدق ناقوس الخطر.. وبالمناسبة فهى ليست شخصية وليست بسيطة.. فكل قضية تراها بسيطة هى كبيرة عند صاحبها ومؤلمة فى الوقت نفسه.. يقول فيها: «تحولت بعض الأبراج السكنية فى أرقى أحياء القاهرة إلى مجمعات إدارية لشركات وهمية ومجهولة الهوية، فقد تحولت الشقق السكنية التى كانت آمنة إلى أوكار لشركات وهمية بعقود إيجارية أقل كثيرا من القيم الإيجارية»!.
وقد لجأت إلى اتحاد الشاغلين لإبلاغه بخطورة ما يحدث فى أبراج المعادى على النيل.. التى كان سكانها ينعمون بالهدوء والأمان والسكينة، ومرة واحدة انفجرت ماسورة الفساد، ليتحول البرج إلى ما يشبه مجمع التحرير سابقا.. يوميا عشرات المترددين يستخدمون أسانسيرات المبنى، فتهالكت المصاعد مع أنها غير مصممة على أن يكون البرج إداريا، وإنما برج سكنى، فأصبح البرج السكنى مصيدة للسكان!.
«وتخيل أن تتوقف المصاعد ويحترق ثلاثة من أربعة مصاعد، وأصبح المصعد يخدم ٤١ دورا و١٧ شركة وهمية تتهرب من الضرائب والتأمينات الاجتماعية والسجلات الأمنية، وتجرأ البعض على تحويل دور الميزانين إلى فندق بدون تراخيص ولا تصريح من أى جهة!».
وهذا بلاغ للسيد رئيس الوزراء، والسيد وزير الداخلية، لضرب منظومة الفساد التى تسعى لتغيير هوية منطقة المعادى بعمليات مماثلة فى غيبة القانون، والشركات أغلبها يعمل فى مجال السمسرة والتوظيف وتجارة البشر، وبعض الأنشطة المشبوهة وغسيل الأموال.. أسجل أن هذه الظاهرة تضيع على الدولة مئات الملايين وتفتح الباب للفساد، وقد واجهت الدولة بكل قوة مغتصبى الأراضى، بتكوين لجان استرداد الأراضى، التى استردت ملايين الأمتار ووضعتها فى حساب حق الشعب بوزارة المالية!.
أقترح تكوين لجان فى المحافظات مكونة من المالية والتأمينات والرقابة الإدارية والداخلية، لمراجعة ظاهرة مكاتب بير السلم، التى تضرب بكل القوانين عرض الحائط، متهربة من الضرائب، وتعمل فى مجالات مشكوك فى أنشطتها، مثل السياحة الوهمية والسمسرة والتشغيل الوهمى وتجارة البشر!.
وأخيرا، هذه الرسالة تدق ناقوس الخطر قبل أن تتحول منطقة المعادى الراقية إلى منطقة عشوائية، ويمكن علاجها الآن بتكوين لجان من المحافظة، لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.. وملاحقة باعة الوهم والسمسرة وغسيل الأموال!.