توقيت القاهرة المحلي 09:24:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العلاج النفسي للسجناء!

  مصر اليوم -

العلاج النفسي للسجناء

بقلم : محمد أمين

ما جرى لشعب سوريا من حروب وإلقاء فى السجون يستدعى العلاج النفسى وإنشاء مصحات نفسية لتأهيل المواطنين، وهى ليست مسؤولية سوريا وحدها ولكنها مسؤولية المجتمع الدولى.. فأثناء الحروب يسقط المقاتلون، بعضهم يسقط فى الميدان، وبعضهم يسقط فى بيته.. بسبب القصف.. هؤلاء ننتبه إليهم ويبقى أن ننتبه لمن يسقطون ضحايا نفسيين، وهؤلاء غالبًا لا يكونون فى الخطوط الأمامية، ولكنهم غير بعيدين عن التأثيرات النفسية الكبيرة.. العائدون من الحروب لا يختلفون عن الخارجين من السجون.. سجن صيدنايا فجر فكرة التأهيل النفسى للسجناء حتى يندمجوا مع الناس العادية.. وهناك مختصون لعلاج حالات ما بعد الحروب والسجون!

سوريا عاشت كل الظروف المأساوية للأسف الشديد.. فللحرب تأثير سلبى للغاية على نفسية الناس، محاربين كانوا أم مسالمين، حوَّلت الحرب حياتهم الهانئة إلى مآسٍ، ما أثَّر على أدائهم ومزاجهم ومشاركتهم فى المجتمع.. لذلك يعمل المجتمع النفسى الدولى بنشاط لمساعدة الأفراد العسكريين، وقدامى المحاربين، وأسر الذين سقطوا ضحايا الحروب، والذين عانوا ويلاتها، فى تكيفهم النفسى مع الحياة خارج الخطوط الأمامية أو تأثيرات المعارك وأجواء التوتر!

يحتاج الأشخاص الذين يعانون من مخاوف نفسية إلى المساعدة أحيانًا وفى جوانب مختلفة من حياتهم، بما فى ذلك بيئات العمل والمعيشة والحالات الاجتماعية والتعليمية. أحد الأساليب التى يمكن أن تساعد هؤلاء الأفراد على إدارة الأعراض وتحسين الأداء، يُعرف باسم إعادة التأهيل النفسى والاجتماعى!

وقد شاهدنا الخارجين من السجون فى حالة مأساوية، بعضهم فقد عقله، وبعضهم فقد ذاكرته، وبعضهم لا يتفاعل ولا يتكلم وإنما يشعر فقط بالرعب!

فمنذ عقود تغيّر النهج المتّبع فى علاج قضايا الصحة النفسية والعقلية بشكل كبير، وأدى إلى الخروج من المؤسسات التقليدية إلى مراكز التأهيل الحديثة، التى اعتمدت أساليب أكثر تطوّرًا للتعاطى مع مثل هذه الحالات. والآن يوجد تركيز على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من حالات الصحة النفسية. وتسعى إعادة التأهيل النفسى والاجتماعى جاهدة للمساعدة فى الحد من التأثيرات المختلفة وتعزيز الاندماج الاجتماعى. غالبًا ما يكون التعافى الكامل هو الهدف، ولكن يُنظر إليه على أنه عملية وليس نتيجة!

وتتمحور إعادة التأهيل النفسى والاجتماعى حول إمكانية تعافى الشخص. وتركز على توفير التمكين والإدماج الاجتماعى والدعم ومهارات التأقلم. ورحلة كل شخص مع هذا العلاج هى رحلة فردية وفريدة من نوعها، ويمكن لإعادة التأهيل النفسى والاجتماعى أن تساعد الأشخاص المصابين فى العثور على المعنى والأمل والنمو بصرف النظر عن قدراتهم أو آثار حالتهم!

يقول المتخصصون إن العلاج الجماعى ضرورى للسجناء الذين يعانون اضطرابات عقلية خطيرة، ويشمل على سبيل المثال لا الحصر المجموعات العلاجية التى تركز على حاجة السجناء المضطربين عقليًّا لفهم حالتهم المرضية والالتزام بأنظمتهم الدوائية.. باختصار، ما جرى للمعتقلين السياسيين فى سوريا وغيرها يتطلب سرعة التأهيل النفسى لدمج كل هؤلاء فى المجتمع مرة أخرى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلاج النفسي للسجناء العلاج النفسي للسجناء



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon