بقلم : محمد أمين
بعد الخفاش جاء دور القرد، والعياذ بالله.. ونرجو ألّا يتحول الأمر إلى جائحة، فقد طيّر الخفاش برجًا من عقولنا. خرّب اقتصاد العالم وأغلق المصانع.. والآن الدور على جدرى القرود، الوباء الثانى بعد كورونا.. فهل نتحرك مبكرًا هذه المرة لحصاره في أماكنه؟.. هل مصر من الدول المحظوظة في مواجهة الوباء الجديد؟، هل كانت التطعيمات التي تلقاها المصريون زمان سببًا في حصار كورونا وستبقى سببًا في حصار الجدرى؟!.
منظمة الصحة العالمية تقول إن جدرى القرود مرض نادر يحدث أساسًا في المناطق النائية من وسط إفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية، التي تتميز بالأمطار، ولا يوجد أي علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض، رغم أن التطعيم السابق ضد الجدرى أثبت نجاحًا كبيرًا في الوقاية أيضًا من جدرى القرود!.
المعروف أن جدرى القرود مرض فيروسى نادر وحيوانى المنشأ (يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان)، وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضى المرضى المصابون بالجدرى، ولكنه أقل شدة، ومع أن الجدرى كان قد استُؤصِل في عام 1980 فإن جدرى القرَدة لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء إفريقيا، وينتمى فيروس جدرى القرَدة إلى جنس الفيروسات الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدرى!.
وقد كُشِف، لأول مرة، عن هذا الفيروس في عام 1985 بالمعهد الحكومى للأمصال الكائن في كوبنهاجن، الدنمارك، أثناء التحرى عن أحد الأمراض الشبيهة بالجدرى فيما بين القردة.. والفرق كبير بين كورونا والجدرى.. الأول شبيه بالأنفلونزا ويمكن التعامل معه.. الثانى مُقزِّز يملأ الجسد بالبثور، التي لا يستطيع الإنسان أن ينام من آلامها، حيث تضرب الجسد كله!.
وللأسف فقد ضرب الوباء بريطانيا، ومع ذلك فهناك آلاف اللقاحات والأمصال التي تخزنها بريطانيا طبقًا لصحيفة «ديلى ميل» لمواجهة الفيروس الجديد، وسط مخاوف من تفشى العدوى، ويمكن أن تسهم مصر في تخفيف آلام العالم في عدوى الجدرى، فقد اشتغل علماؤها على هذا النوع منذ سنوات، وتم تطعيم المصريين ضد الجدرى وأدويته موجودة في الصيدليات ومراكز البحوث!.
مصر من الممكن أن تكون الحصان الأسود في هذا الوباء، وقد ترتفع أسهمها وأسهم الطب فيها.. بما لها من خبرة في مجال مكافحة الجدرى.. فالفرق كبير بين فيروس الكورونا، الذي كانوا يبحثون له عن مصل وبين الجدرى، الذي نملك الدواء الخاص به أو بأحد الفيروسات الشبيهة به!.
باختصار، مصر لها تجارب جيدة في مواجهة الأمراض والفيروسات المعدية التي كانت نشأتها من إفريقيا، وتملك أن تكون لها الكلمة في هذا المجال.. ويمكن أن تساعد العالم في هذا الشأن، وهى خطوة معنوية جيدة ترفع أسهم الطب في مصر!.