بقلم : محمد أمين
أولًا كل عام وأنتم بخير، ودائمًا تضحون وتسعدون وتفرحون.. تظل عملية ذبح الأضاحى فى الريف تحتاج إلى تنظيم وتدخل حكومى، كما فى المدينة، لحماية الناس من الأمراض بعد أسبوع العيد. لا أقول ذلك لإشاعة أى شعور بالقرف من الذبح.. ولا أى شىء.. فأنا واحد ممن يضحون، ولكن على طريقة جميع الناس هنا فى القرية، لا أستطيع أن أقول شيئًا لأن الكلام قد يُفهم على نحو مختلف.. فأنا لا أنكر شيئًا ولا أرفض شيئًا، وإنما أسعى لتغيير العادات بتنظيمها، وكل عام وأنتم بخير.
الطريقة المتاحة حتى الآن هى الذبح فى الشوارع والبيوت.. صحوت، أمس، فوجدت عجلًا مُعلَّقًا فى مدخل بيت الجيران، والدماء فى كل مكان.. لا أُخفى أننى شعرت بشعور غريب، ولكنى هنأت الناس بالعيد، وكدت أصافحهم جميعًا، وقلت: كل عام وأنتم بخير!.
فقط نسعى لتغيير عاداتنا، مع المحافظة على روح العادات. وبناء عليه، أدعو المحافظات إلى إنشاء مجازر صغيرة، يكون الذبح من خلالها فى المناسبات والأعياد.. ويشترك فيها أصحاب الأضحية أيضًا.. فأصحاب الأضاحى لا يفعلون شيئًا، ولكنهم يحضرون العملية سواء فى البيت أو المجزر.
لا أعترض على الذبح، فأنا أمارسه، من خلال جزار قريب يعرف طباعنا، ويغلق باب المضيفة، ولا يسمح بوجود دماء فى الشارع ولا على الحوائط.. ويغسل المكان بعد الانتهاء.. الفكرة أننى لا أحْتَجّ على الذبح، ولكن أطلب تنظيمه.. هو شعيرة إسلامية لا أنكرها، وهو أضحية على طريقة أبينا إبراهيم فى فداء ولده إسماعيل، عليهما السلام.. وهو التزام دينى نمارسه سنويًّا طبقًا للآية القرآنية الكريمة: «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ».. ولكن لابد من تنظيم هذه العادة!.
فإذا استقبلت المجازر الأضاحى مجانًا، فقد كسبت البيئة، وإذا طلبت المقابل كعملية اقتصادية، فهى عملية مجزية، ولن تخسر لأن أقل واحد يدفع ألف جنيه للجزار.. ولو قدمت المجازر حوافز للمُضحِّين فسيكون أفضل لهم، وحفاظًا على البيئة.. وهى النقطة التى نكسبها من العملية، فأصحاب الأضاحى يلوثون الشوارع والترع والبيوت.. ونريد أن يفهموا أن ثواب الأضحية لن يقل بأى حال.. ولكن الثواب واحد، فضلًا عن النظافة وعدم إيذاء الناس بالدماء والتلوث!.
وبالمناسبة، فالتوسع فى موضوع الصكوك قد يوفر جوًّا صحيًّا للبيئة، ونغير سلوكيات الناس.. ويعتاد الناس الذبح فى المجازر.. وهى عادة نرجو أن نخلقها، فنقوم بالأضحية، ونحمى البيئة.. ولا يعتاد الأولاد الدماء، خاصة أن حوادث الذبح الأخيرة والقتل ليست مصادفة، ولكن بالتأكيد هناك جيل اعتاد منظر الدماء والتعامل مع السكين!.
باختصار.. ذبح الأضاحى عادة سنوية كبيرة يجب الاستعداد لها وتنظيمها.. لنؤدى شعائرنا بشكل حضارى لا تتحول بعده الشوارع إلى مستنقعات، خاصة أنها ليست مرصوفة!.