بقلم : محمد أمين
موضوع اليوم ليس موضوعًا دينيًّا، وإنما هو عن الأخوة والمحبة والمشاركة والتضامن بين الأشقاء.. فقد كان اصطفاف الناس فى المساجد، أمس، مشهدًا لا يمكن أن ننساه، فقد امتلأت المساجد بالمصلين فى مصر، وأُقيمت صلاة الغائب على شهداء الزلزال فى المغرب والإعصار فى ليبيا!.
المشهد كان دليلًا على التراحم والتوادّ بين شعب مصر وشعبى ليبيا والمغرب، فنحن إخوة وأشقاء، شعرنا بالحزن على شهداء الكارثتين، ودعونا لهم بالرحمة والمغفرة، خاصة أن مصر كان لها أبناء هناك عادوا فى صناديق الموت، بينما كانت سيارات الإسعاف تحملهم إلى ذويهم هنا فى ربوع مصر، فالحزن هنا كان هو نفس الحزن هناك، وتم إعلان الحداد!.
وصلاة الغائب مثلها مثل صلاة الجنازة يتوجه فيها الإنسان إلى القبلة، وينوى ويصلى على الغائب، فقد اهتم الإسلام بالفرد فى حياته وبعد مماته، فقد كان من هدى النبى، صلى الله عليه وسلم، الإحسان إلى الميت بالصلاة عليه، ومُعاملته بما ينفعه فى قبره وما ينفعه يوم القيامة بإذن الله.
وحكم صلاة الغائب أنها تصلَّى على مَن مات ببلد لم يكن هناك فيه مَن يصلى عليه، أما إن كان هناك مَن أدى صلاة الجنازة وصلّى عليه، فلا تصلَّى عليه صلاة الغائب لأنّ صلاة الحاضرين على الميت وقت دفنه تكفى، إذ تسقط عن الآخرين!.
وتكون عبارة عن أربع تكبيرات، لا تتم الزيادة على ذلك، أو النقص فى عدد التكبيرات، وكل تكبيرة تُعد وكأنها ركعة من ركعات الصلاة، وهى على النحو المبين فى صلاة الجنازة، التكبيرة الأولى يتم قولها وبعد ذلك تتم قراءة سورة الفاتحة، التكبيرة الثانية يتم قولها وبعد ذلك تتم قراءة النصف الثانى من التشهد، التكبيرة الثالثة وبعدها يتم الدعاء للمتوفاة بكل الأدعية التى يرغب فيها!.
التكبيرة الرابعة والأخيرة يتم قولها وبعد ذلك يتم قول الدعاء التالى: «اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تَفْتِنّا بعده، واغفر اللهم لنا وله»، ويدعو الشخص المصلى للمتوفى ولكل المسلمين جميعًا، ويُنهى صلاته بالتسليم على يمينه، ثم على شماله!.
ورغم مشاعر الحزن العميقة، فإن المشهد بروعته أحيا مشاعر جميلة فى النفوس والإحساس بالمشاركة والتضامن والدعوات بظهر الغيب لأحباء رحلوا، والإحساس بالوقوف إلى جوارهم، ولو حتى بصلاة أربع تكبيرات لم تكلفنا شيئًا، وهو أضعف الإيمان!.