بقلم - محمد أمين
عرفت من صفحة الكاتب الصديق «وائل السمرى» أن الكاتبة الكبيرة سناء البيسى، قد فازت بجائزة الاستحقاق من مؤسسة فاروق حسنى الثقافية، فرأيت أنها مناسبة للكتابة عن الجائزة والفائزة.. أما عن الجائزة فقد أراد لها الفنان فاروق حسنى أن تكون جائزة تتفوق فى بعض جوانبها على جوائز الدولة الرسمية، وتكلم معى كثيرًا عن رغبته فى أن تكون الجائزة أشبه بالجوائز العالمية الكبرى التى تمنحها المؤسسات الأهلية طبقًا لقواعد واضحة ومحددة!.
وحين تكلم الوزير الفنان عن حلمه كان يريد لها أن تكون ممتدة من بعده، أطال الله فى عمره، فلا يدخل فيها شبهة المجاملة ولا يلحقها شىء من الشكوك المعروفة، فصنع لها مجلس أمناء وهيئة مانحة، تمنح الجائزة بلا شبهة وبلا مجاملة، ولذلك حين تم منح «البيسى» جائزة الاستحقاق كان الكلام مباشرة عن قيمة الفائزة وقيمة الجائزة!.
وكتبت يومها أن الوزير فاروق حسنى حين يحلم لهذه الجائزة، فهو يؤسس لها على طريقة جائزة نوبل، بحيث تمتد الجائزة ولا تموت من بعده، واختار مجلس أمناء يضم كفاءات متنوعة الثقافات والأعمار واختار لها خبرات وفئات عمرية مختلفة، ولم ينس جيل الشباب بالطبع.. ربما لسببين أولاً لأن فاروق حسنى يستهدف بها جيل الشباب أصلاً، ولأنه يريد للجائزة أن تبقى وتعيش تنشر روح الإلهام والإبداع والأمل بين المثقفين!.
ورغم أن سناء البيسى من جيل الكبار فهى ما زالت تحتفظ برشاقة الكتابة وبساطتها وتماسها مع جيل الشباب، وهى لا تكتب للتاريخ، ولا لكى يوضع كتابها فى المتحف، فتجد كتاباتها شبابية ومتحررة ومشاغبة تكشف عن تواصل مع مختلف الأجيال، وأضم صوتى لصوت «السمرى» حين يصفها بأنها ملكة الكتابة.. فهى صحفية وأديبة وكاتبة قصة ودراما وصانعة صحافة ومؤسسة صحف، فعلت كل ذلك بهدوء دون أن تقول كلمة، ولكنها تركت أعمالها تتحدث عنها وهذه إحدى شيم الكبار!.
ولم يكن غريبًا أن يمنحها مجلس الأمناء جائزة الاستحقاق بإجماع الآراء، ثم يمنحها فى الوقت نفسه شرف عضوية المجلس، لتختار معهم من يفوز بجوائز المؤسسة.. وهو سلوك رفيع حين يختار من ليس لها مصلحة، وهو ما يضمن لهذه الجائزة أن تعيش طويلاً!.
التقيت بها ذات يوم فى بيت الإعلامية الكبيرة الراحلة نادية صالح، واكتشفت أن وقارها يخفى وراءه شخصية جميلة وراقية، كما أنها ظريفة النكتة خفيفة الروح، فنانة فى لمساتها البسيطة!.
باختصار، الاحتفاء بسناء البيسى احتفاء بالجائزة، وتكريمها تكريم للمؤسسة، وقد يكون بداية لانطلاق الجائزة، لأنها أضافت للجائزة بقدر ما أعطتها.. إنها أميرة من أميرات الصحافة فى عصرها الذهبى وهانم من هوانم الكتابة فى بلاط صاحبة الجلالة.. مبروك الجائزة ومبروك للفائزة!.