توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شجاعة أهل غزة!

  مصر اليوم -

شجاعة أهل غزة

بقلم - محمد أمين

الشجاعة التي أظهرها أهل غزة بدت أثناء الحرب، كما أنها بدت أيضًا في العودة إلى بيوتهم وأراضيهم، أمس، في أول يوم للهدنة دون خوف أو شعور بالقلق.. كانت الكاميرات تصور النزوح الجماعى للعودة كما صورت نزوحهم للجنوب تحت الضرب والقصف.. هذه الشجاعة أعطتنى الحماسة لأقول إن مخطط التهجير لن ينجح أمام هؤلاء الجبارين!.{

هؤلاء لم يرهبهم شىء، ولم ينتظروا سيارات أو ناقلات ولكنهم عادوا سيرًا على الأقدام وبعضهم استقل عربات الكارو.. مشهد لا يفعله إلا الغزاويون.. ومعناه أنهم لا يقبلون الضغوط بالتهجير، ولا الإغراءات للتهجير، وأن الأرض التي نشأوا عليها هي أرضهم التي سيموتون فيها وعليها، مهما كان العالم ضدهم!.

رسميًّا لا تهجير وشعبيًّا لا تهجير.. وبالتالى لا بد من وجود حل عادل لأن التاريخ سيظل يكرر نفسه، ولا بد من احترام حق البقاء والعودة حتى يعيش الكل في سلام، فهذا الشعب لن يستسلم بسهولة، وهو يقاتل عن أرضه حتى آخر فرد، ورغم أن الخسائر البشرية طالت الجميع، فهو شعب لا يهتز ولا يفر ولا يهرب، لكنه عاد رغم التحذيرات ورغم القصف في أول يوم للهدنة!.

لقد تم اختبار أهل غزة على مدى عقود، فلم يهربوا رغم القصف ولم يتركوا بيوتهم وديارهم.. ولم تتناقص أعدادهم.. وإنما زادوا وكبروا وضاق بهم القطاع ولم ينزحوا منه ولم يشكوا الضيق، بينما في المقابل نزح الإسرائيليون من أثر الحرب وهرب نصف مليون في أسابيع، بشكل يهدد بقاء إسرائيل!.

معناه أن الفلسطينيين لن يقدموا تنازلات، مهما كانت الحرب ومهما كانت الإغراءات، وإسرائيل هي التي عليها تقديم التنازلات لأصحاب الأرض حتى تعيش في سلام، والمشهد يمكن أن يقدم البرهان لكل الأطراف بداية من أمريكا إلى أوروبا إلى الأمم المتحدة!.

وأظن أنه بعد انقضاء الهدنة لن يبقى فلسطينى واحد خارج القطاع، بشماله وجنوبه.. فهذا هو مكانهم وأرضهم، ولم تسجل المنافذ والمطارات نزوحًا فلسطينيًّا إلى بلاد الله، كما نزح الإسرائيليون، والأرقام موجودة في المطارات والموانى!.

لم يبقوا لأن المساعدات عادت لتدخل، ولم يخرجوا لأن المساعدات تراجعت.. وليس لديهم سلاح للبقاء ولو اقتضت الظروف يمكن أن يحاربوا بأظافرهم وأسنانهم.. فليس لديهم ما يفقدونه!.القاعدة تقول إياك أن تحارب شعبًا ليس لديه ما يخسره.. هذا درس للعالم قدمه أهل غزة في الحرب والهدنة والنزوح للعودة.. فالقصة ليست أن لديه سلاحًا أم لا.. وكذلك لا يهم إن كانوا يتفاوضون باسمه على دولة منزوعة السلاح أو لديها تسليح خفيف، فقد هزموا بسلاح خفيف الجيش الذي ادعى أنه لا يُقهر، وأجبروه على التفاوض!.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شجاعة أهل غزة شجاعة أهل غزة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon