المؤكد حتى الآن أن موقف مصر من قضية غزة مشرف، وداعم ومساند، فى الوقت الذى يسعى البعض لتصفية القضية، والمؤكد أن السلطة الفلسطينية تعرف أن أى حل بتهجير الفلسطينيين هو حل تصفوى اعترف به الرئيس أبومازن.. والمؤكد أن الغزاويين لا يقبلون أى أرض بديلًا لغزة.. كما أن الاعتماد الآن على تلاميذ غزة وشعبها الذى كتب فيه نزار قبانى قصيدته الشهيرة«يا تلاميذ غزة علمونا» التى نشرها فى الأهرام منذ سنوات، ومازالت صالحة للنشر والحياة!
يقول فيها الشاعر الكبير نزار قبانى
«يا تلاميذ غزة
يا تلاميذ غزة علمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا
علمونا بأن نكون رجالا فلدينا الرجال صاروا عجينا
علمونا كيف الحجارة تغدو بين أيدى الأطفال ماسا ثمينا
كيف تغدو دراجة الطفل لغما وشريط الحرير يغدو كمينا
كيف مصاصة الحليب إذا ما اعتقلوها تحولت سكينا
يا تلاميذ غزة لاتبالوا بإذاعاتنا ولا تسمعونا
اضربوا اضربوا بكل قواكم واحزموا أمركم ولا تسألونا
نحن أهل الحساب والجمع والطرح فخوضوا حروبكم واتركونا
إننا الهاربون من خدمة الجيش فهاتوا حبالكم واشنقونا
نحن موتى لا يملكون ضريحا ويتامى لا يملكون عيونا
قد لزمنا جحورنا وطلبنا منكم أن تقاتلوا التنينا
قد صغرنا أمامكم ألف قرن وكبرتم خلال شهر قرونا
يا تلاميذ غزة لا تعودوا لكتاباتنا ولا تقرأونا
نحن آباؤكم فلا تشبهونا نحن أصنامكم فلا تعبدونا
نتعاطى القات السياسى والقمع ونبنى مقابرا وسجونا
حررونا من عقدة الخوف فينا وطردوا من رؤوسنا الأفيونا
علمونا فن التشبث بالأرض ولا تتركوا المسيح حزينا
يا أحباءنا الصغار سلاما جعل الله يومكم ياسمينا
من شقوق الأرض طلعتم وزرعتم جراحنا نسرينا
هذه ثورة الدفاتر والحبر فكونوا على الشفاه لحونا
أمطرونا بطولة وشموخا واغسلونا من قبحنا إغسلونا
إن هذا العصر اليهودى وهم سوف ينهار لو ملكنا اليقينا
يا مجانين غزة الف أهلا بالمجانين إن هم حررونا
إن عصر العقل السياسى ولى من زمان فعلمونا الجنونا».