توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مزايا الرقابة

  مصر اليوم -

مزايا الرقابة

بقلم : محمد أمين

سؤال مهم تلقيته من الدكتور مدحت خفاجى، يرى أن الإجابة عنه تفتح باب الإصلاح وتشجع الاستثمارات في مصر.. السؤال هو: هل تكفى الرقابة الحالية على الموظفين، لحثهم على خدمة المواطنين؟. كان يوجد برنامج في الإذاعة اسمه «همسة عتاب» يعرض أمثلة صارخة على تعنت موظفى الدولة مع المواطنين. الرقابة تتم من الرئيس المباشر للموظف. وقد أبدلت برقابة أخرى فشلت تماما في منع انتشار الفساد أو منع معاناة المواطنين في دواوين الحكومة!. وقد فعل نفس الشىء ثوار دولة ماليزيا بعد الاستقلال عن بريطانيا عام ١٩٦١، فانتشر الفساد فيها. وقد أعاد مهاتير محمد هذه الأنظمة الإدارية الإنجليزية عام ١٩٨١ عندما تقلد رئاسة وزراء ماليزيا. وكان من نتيجة ذلك انطلاق الاقتصاد الماليزى. وارتفع دخل الفرد فيها لأكثر من عشرة أضعاف دخل الفرد في مصر!.

وتتلخص الرقابة في النظام الإنجليزى على ٣ درجات بالإضافة إلى تقرير الرئيس المباشر الذي لا يعتد به غالبا لأنه متعاطف مع موظفيه ويلتمس العذر لهم. وأهم بند في الرقابة هو اللجان الفنية للتفتيش الداخلى على الموظفين. وتتكون تلك اللجان الفنية من موظفين على المعاش كانوا يتمتعون بسمعة طيبة أثناء سابق عملهم في نفس الوزارة. ويأخذون مكافأة على عملهم في الرقابة على الموظفين. ويتم اختيارهم بعد تقدمهم لإعلان في الصحف!.

ويتولى اختيارهم لجان من المجلس التشريعى الأعلى. وكل لجنة تتكون من ١٣ عضوا بحيث لا يستطيع الموظف التواصل مع كل هذا العدد. وكل وزارة يوجد بها المئات أو الآلاف من تلك اللجان حسب حجم موظفيها. وتتولى اللجنة كتابة تقرير عن أداء كل موظف في الوزارة ويمكن للمواطنين الشكوى من الموظفين لتلك اللجان. وتراقب اللجنة الموظفين في الوزارات من الوزير للغفير!.

والمستوى الثانى في الرقابة على الموظفين الحكوميين هو أعضاء المجالس البلدية وليس المحلية. ويبلغ عددها عشرة في كل منطقة انتخابية. وتشمل مجلسا لكل خدمة تقدمها الدولة للمواطنين، التعليم والصحة والكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحى والطرق والتجميل والمطافئ ودور الحضانة والمكتبات. وكل لجنه بها ٩ أعضاء ويتم اختيارهم بالانتخاب المباشر الحر ولا يتقاضون أجرا عن عملهم وإنما هم متطوعون. ويقومون بالرقابة على الموظفين في منطقتهم!.

والرقابة على إنفاق ميزانية المنطقة وكتابة تقارير في كل موظف حسب اختصاصهم. ولأن أعداد أعضاء تلك المجالس البلدية يقدر بمئات الألوف يمكنهم الرقابة الفعلية على ٦ ملايين موظف حكومى في مصر. ولأنهم منتخبون انتخابات نزيهة يكون من الصعب عليهم أن يساعدوا الموظفين على الفساد خوفا من عدم انتخابهم ثانيا من قبل المواطنين!. ومثلا في مصر ثالث مستوى في الرقابة هم أعضاء مجلس النواب ولا تعتبر رقابتهم مهمة لأن عددهم- ٦٠٠- لا يمكنهم من الرقابة على ٦ ملايين موظف أو ١٠ آلاف موظف لكل عضو نواب. ووظيفتهم الأساسية هي تلقى شكاوى المواطنين والرقابة على الحكومة ككل وإنفاق الميزانية وإقرارها والعمل باللجان المختلفة في مجلس النواب. وهذا النظام مطبق بنجاح تام في بريطانيا منذ أكثر من ٤٠٠ عام وتقريبا منع الفساد فيها. وكان مطبقا بنجاح في مصر من عام ١٨٨٢ إلى عام ١٩٥٤. الدرجات الثلاث في الرقابة على الموظفين مطبقة في الشركات العالمية متعددة الجنسيات بلجان مختلفة. وبدون الرقابة المتعددة في تلك الشركات تتعرض للإفلاس!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مزايا الرقابة مزايا الرقابة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon