بقلم - محمد أمين
كل شىء يمكن التساهل والتسامح فيه إلا الإقرار الضريبى.. فلا يمكن أن يتسامح الغرب مع أى مواطن يتلاعب فى الإقرار الضريبى، حتى لو كان الرئيس نفسه.. ترامب حتى الآن يتم التحقيق معه فى قضية الضرائب.. الكونجرس يكشف عن إقراراته الضريبية.. وبالمناسبة، فإن ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة فى عام 2024 مُهدَّد بهذا الإقرار، فلابد أن يثبت أنه دفع الضرائب دون تلاعب!.
مجلس النواب الأمريكى كشف مؤخرًا عن السجلات الضريبية للرئيس السابق دونالد ترامب عن ست سنوات، رغم محاولات ترامب إبقاء هذه الوثائق سرية!.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الوثائق الخاصة بالفترة ما بين 2015 و2020 تقدم نظرة داخلية على التمويلات المعقدة والحسابات البنكية الأجنبية لرجل طالما اتُّهم بإساءة استخدام الرئاسة لأرباح شخصية، والذى أعلن لتوه عن ترشحه للرئاسة، للمرة الثالثة، ووفقًا للمعلومات التى نُشرت، فإن ترامب وزوجته ميلانيا لم يدفعا أى ضرائب فيدرالية على الدخل فى 2020، وهو آخر عام كامل له فى المنصب!.
لا أحد يفلت فى الغرب من دفع الضرائب.. لا رئيس ولا غفير.. وأقل موظف ضرائب يمكن أن يحاسب الرئيس، مثل أى أمين شرطة، يمكن أن يحرر للرئيس مخالفة مرور!.. وقد رأينا منذ سنوات شرطة لندن وهى توقع مخالفات مرور على سيارة الأمير فيليب وغيرها على سيارة الملكة إليزابيث، وربما كان الشرطى يعرف صاحب السيارة أو صاحبة السيارة، إلا أنه لم يطرف له جفن لأنه كان ينفذ القانون، فلم يتلقَّ مكالمة من وزير الداخلية ولم يتلقَّ تهديدًا من رئيس الوزراء!.
والصحف فى أمريكا وأوروبا تتناول كل شىء، وتسلط الضوء على كل القضايا وتطرحها على الرأى العام. ومما نشرته الصحف أن ترامب وميلانيا دفعا 750 دولارًا فقط عام 2020.. فضلًا عن إقرارات ترامب بوجود حسابات بنكية له فى بريطانيا والصين وأيرلندا، من عام 2015 حتى عام 2017، وبدءًا من عام 2018 أبلغ عن وجود حساب بنكى فقط فى بريطانيا!.
صحيح أن بعض الصحف توصلت إلى أن ترامب مُنى بخسائر فادحة تهدد شركاته العديدة، ومشروعاته الخاصة، إلا أن ذلك لم يشفع له فى التهرب من الضرائب.. الإقرار الضريبى كالسيف، إن لم تلتزم به قطعك، وهو يشبه عندنا إقرار الذمة المالية، مع فروق كثيرة فى التعامل مع إقرار الذمة المالية!.
الأجهزة هناك يمكن أن تصل إلى الوثائق، مهما كانت سريتها، والصحف لها وسائلها فى الوصول إلى الوثائق، وهى لا تستأذن أحدًا فى نشرها وتحليلها وعرضها، والحروب بين الديمقراطيين والجمهوريين لا تجعل شيئًا سريًّا، ولذلك أدان ترامب الديمقراطيين، وقال إن قرار كشف إقراراته تم استخدامه سلاحًا ضده، وحذر ترامب من أن الكشف عن هذه السجلات يعزز حالة الاستقطاب فى الساحة السياسية الأمريكية!.