توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيب الغلابة تعيش!

  مصر اليوم -

سيب الغلابة تعيش

بقلم -محمد أمين

هذه الرسالة تتحدث عن ضرورة التمسك بالقانون، وتحافظ على حق الناس أكثر مما تنتقدهم.. تلقيتها من الدكتور محمد شتا أمين عام الإدارة المحلية سابقًا.. وهى تعبر عن خلاصة خبرته فى المحليات والعمل العام.. يقول فيها:

«أسعدنى حقيقة أن أراك تخصص مساحة فى عمودك الرصين؛ لتكون منبرا للمواطنين، يقدمون من خلالها اقتراحاتهم، ويبثون منها شكاواهم من بعض السلبيات!.

اخترت لحديثى إليك اليوم عبارة شاعت بيننا، ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب، ألا وهى عبارة حق الغلابة.. وباسمها ارتكبت كل الموبقات حتى شاع الفساد والتسيب فى المجتمع بدرجة موحشة.. وكأن القانون يصدر لكى نخالفه فى تحالف شيطانى بين المواطن المخالف وبين جهة إنفاذ القانون!.

امتطى الناس ظهر القطار فى ظاهرة مخزية وشاعت بيننا لسنوات طوال إلى حد كبير وفاحش، حتى تحركت الأجهزة المختصة، وقاومتها فاختفت وحل محلها التزويغ من الكمسارى، والذى إن أدى واجبه حيالهم واجهه أصحاب الأصوات العالية: سيبوا الناس تعيش دول غلابة!.

امتهنت كرامة الأرض الزراعية بملايين حالات التعدى بالبناء عليها، وبرضه تسمع جملة سيبوا الناس تعيش دول غلابة وهيروحوا فين.. طيب وياكلوا منين بعد كده؟!.

ووصل النفاق السياسى والاجتماعى أشده عندما انحازت السلطة المنوط بها تنفيذ القانون إلى مخالفى القانون، ووقفت ضد القائم على تنفيذ القانون فى واقعة مزرية؛ حيث عاقب محافظ رئيس مدينة عندما تصدى بشجاعة لبائعة خضار تفترش الطريق العام وتسده فى وجه المارة والسيارات، فما كان من المحافظ إلا أن عاقبه، لأنه نفذ القانون وأدى واجبه!.

المثير فى الأمر، أن الغش فى الامتحانات أصبح حقا مكتسبا، وهو يمارس الآن علنا بلا وجل أو خوف من قانون أو ضمير، وإذا أراد مدير مدرسة ضبط الأمر هاجمه أولياء الأمور، واتهموه بعظائم الأمور، وليست حادثة مديرة مدرسة بإحدى مدن الدقهلية ببعيدة عندما تجمهر أولياء الأمور أمام المدرسة للفتك بها؛ لأنها منعت الغش، ولم تستطع الخروج إلا فى حماية الشرطة!.

على مدار 50 سنة تركت الدولة الغلابة يحلون مشكلة السكن بالبناء على أراضى الدولة، فى منظومة عشوائية وخطيرة، غزت كل أرجاء المدن المصرية ونالت القاهرة والجيزة والإسكندرية النصيب الأكبر، حتى أصبحت ظاهرة تهدد حياة ساكنيها بالخطر، وتهدد أيضا المجتمع بأمراض وعلل اجتماعية عديدة، ما جعل الدولة فى السنوات الأخيرة تعطيها اهتماما واسعا، وأنفقت عليها المليارات لتطويرها وكان يمكن من البداية منعها بتكلفة أقل بكثير لو احترمت الحكومة والمواطن القانون!.

لا أود أن أطيل.. ولكن لا أستطيع أن أختتم قبل أن أحيى صاحب العبارة العبقرية التى تقول (معظم النار من مستصغر الشرر)، فبالسماح لمخالفات ظنناها بسيطة فى أول الأمر، شاعت ظاهرة عدم احترام القانون فى كل شىء، واكتوى بنارها المجتمع كله!.

خالص تحياتى،

د. محمد شتا»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيب الغلابة تعيش سيب الغلابة تعيش



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس

GMT 10:21 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يفرض سيطرته على الدوريات الكبرى برقم مميز

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:19 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

تعرفي على 5 طرق مبتكرة للتنظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon