بقلم - محمد أمين
فى كل المجتمعات هذه الفصيلة من البشر موجودة ومعروفة بأنها كلبة مال.. وبالمناسبة لا تقتصر على النساء من دون الرجال.. ولكنها فصيلة موجودة فى كل المجتمعات وكل الأنواع أيضًا!.
مؤخرًا ساءنى ما سمعته عن هذا النوع من النساء، كانت تحلم بالثراء فجاءها صاحبنا بالصدفة.. عرض عليها خطبتها ووعدها بأن تسافر معه إلى دولة خليجية، تفتحت شهيتها للثراء السريع وأتمت إجراءات الخطوبة والفرح وسافرت معه ومكثوا عشر سنوات على الأقل.. وتغيرت حياتها تمامًا.. اشتروا شقة فى حى راقٍ.. ولكنها منعت أهل زوجها من الوصول إليه وهو لا يدرى.. امتنع الأهل عن زيارته وظنوا أنها تفعل ذلك برضاه وتركوه لها وتركوه معها فأكلت لحمه!.
واستغلت أن أطفاله لا يرونه لأنه فى رحلة سفر لجمع المال وكانت أمهم هى التى أمامهم لا يعرفون غيرها وكانت هى فى المشهد وحدها، هى التى تحافظ عليهم وتصرف عليهم وتذهب معهم للمدارس.. وهذا أول خطأ لصاحبنا!.
كانت الصورة أنها أم تتعب من أجل أولادها وهم لا يعرفون شيئًا عن أبيهم.. فهى المتصرفة فى أمواله، وهى التى تقوم بإنهاء أى إجراءات رسمية دون أن تقول إن والدهم الإعلامى الكبير يرسل لهم شيئًا.. وظلت على هذه الحال حتى عاد من الخارج، وخرج إلى المعاش وتوقف نهر الأموال وتغيرت من ناحية زوجها فأصيب بالأمراض، وأصبحت هى التى تنفق عليه، بينما قاطعه أهله منذ سنوات!.
لم تخبرهم الزوجة بحالته الصحية ولكنها أعدت له غرفة تغلقها عليه طوال اليوم وتسحب منه التليفون، فلا يتحدث مع أحد من أصدقائه أو أقاربه إلا من خلالها بحجة أنه مريض وأن التليفون يزيد من متاعبه كما قال الطبيب!.
وفجأة تفتق ذهنها عن أن تستحوذ عليه تمامًا، وتقيم ضده دعوى حجر حتى لا يكون لأشقائه أو أسرته فيه أى شىء.. وأصبح يطلب أن يعود لأسرته فى الصعيد، بعد أن شعر أن حياته مهددة مع زوجته كلبة المال!.
وبينما كان أبناؤه مشغولين فى الدراسة كانت الزوجة تخطط لكل شىء.. قطعت كل الصلات مع الأسرة، وأخفت كل شىء عن الأولاد، فقد جمعت ثروة معقولة من سنوات الغربة.. إلا ابن أخيه الذى كان يعرف كل شىء، وأراد إنقاذ عمه باتخاذ إجراءات قانونية لنقله إلى البلد وعمل إجراءات مضادة لإجراءات الزوجة.. كانت الفكرة هى إنقاذه هو وليس إنقاذ أمواله فهى فى النهاية لأولاده!.
أبلغ قسم الشرطة فى المنطقة واتفق مع محام صديق وذهب إلى قسم الشرطة لإبلاغ المأمور ورئيس المباحث بما يحدث لعمه ورغبته فى نقله لأهله فى حماية الشرطة، وجاء أصدقاؤه الإعلاميون والصحفيون لإنقاذه، وتم له ما أراد دون التدخل فى أى قضايا، ولكن بود ورغبة فى تغيير الأجواء حوله ربما يعود من الغيبوبة!.
وهكذا كانت الحيلة ليعود الطير يغرد مرة أخرى ويتحدث عن الحب والحياة ويملأ صوته الفضاء العام كما كان يملأ الفضاء الإذاعى بصوته العذب، وتنتهى قصة مذيع كبير مع كلبة مال كادت تقتله من أجل المال وتبعد عنه أهله وأولاده!.