توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المعلم عنتر تاجر الفاكهة!

  مصر اليوم -

المعلم عنتر تاجر الفاكهة

بقلم -محمد أمين

لم أكن أتخيل أن صديقى، العائد مؤخرًا من ألمانيا، مشغول بالأسعار مثلنا، رغم أنه مليونير.. يقول: ذهبت إلى الشيخ زايد لزيارة ابنى الطبيب، فوجدت على ناصية الحى الراقى محل خضروات وفاكهة فى منتهى الشياكة، كأنك فى أوروبا، فقلت لابد أن هذا التاجر يشوى الناس هنا بالأسعار.. لا أُخفى أننى كنت متحفزًا للدخول فى صدام، والاتصال بـ«حماية المستهلك»!.

وكانت المفاجأة عندما أرسلت السائق لشراء اليوسفندى والبرتقال، كان السعر أقل من العادى فى المنطقة التى أقيم فيها على كورنيش النيل.. فأغرانى ذلك بأن أشترى منه البرتقال والبطاطس والخس الكابوتشا والفراولة. وملأت «شنطتين» كبريين بالتساوى بينى وبين ابنى.. ودفعنى الفضول لأسأل المعلم عنتر: هل تكسب كويس؟.. قال: الحمد لله.. كيلو الموز من الغيط أو المزرعة بثمانين قرشًا، وأبيعه بخمسة عشر جنيهًا.. فضل ونعمة، وكيلو الطماطم بنصف جنيه، وأبيعه بخمسة جنيهات، أقل من جميع التجار حولنا.. والعملية حلوة وزى الفل!. الرحمة حلوة يا باشا.. فقال له: من منظر المحل، تصورت أنك تجزر الزبائن، وتلهب ظهورهم بنار الأسعار، قال عم عنتر: أعوذ بالله، الحلال حلو يا باشا!.

سألنى صديقى: لماذا لا تسلطون الأضواء على التجار المحترمين، وتعملون «قائمة سوداء» للجشعين والغشاشين؟.. قلت له: صاحبك كان تاجرًا محترمًا وعنده ضمير لا شك فى هذا، ولكنه مخالف لأنه لم يعلق الأسعار على البضاعة، ولو فعل ذلك ما كان لك أن تسأل أو تدخل معه فى نقاش، ولكن يبدو أنك ذهبت إليه وهو مازال يفرش قبل أن يستكمل الإجراءات، وبالمناسبة ربما يكون قد تخوّف من دخولك عليه، أو اعتبرك من التموين، فباع بسعر معقول!.

قال صديقى: لا أدرى، ولكن المشكلة تتكرر أيضًا مع سائقى التاكسى، والفرق ين سائق التاكسى وهذا التاجر أن بعض السائقين لا يُشغلون العداد، ولكنهم يشغلون القرآن، وهذا التاجر عنده ضمير، لا يبيع بأسعار مبالغ فيها، بدليل أنه قال لى سعر الجملة فى المزرعة، وهو عائد مربح جدًّا لكل التجار، ولكنهم يغالون فى البيع بأسعار أزيد من المعقول!.

على كل حال، لقد شعرت أن التاجر عنتر تاجر ملتزم يستحق التشجيع فعلًا، ويستحق أن يكون نموذجًا يحتذى به التجار، ولكن كيف تسمح الأجهزة الرقابية بهامش ربح مُبالَغ فيه، بينما السعر فى المزرعة معروف لكل الناس، والفلاح هو أقل مستفيد من زراعته؟!.

للأسف، نحن ليست لدينا أزمة اقتصادية ولكن لدينا أزمة ضمير.. فالتاجر الذى يشترى كيلو الموز بأقل من جنيه، ويبيعه بخمسة عشر جنيهًا، تاجر يستحق إغلاق المحل، كما أن كيلو البرتقال أبو نصف جنيه لا يصح أن يُباع بأكثر من خمسة جنيهات، فلماذا يُباع بعشرين جنيهًا فى بعض سلاسل الإمداد؟.. ولماذا تُباع الفراولة بـ150 جنيهًا حتى لو كانت تُزرع فى القمر، أو كما يُقال أورجانيك؟!.

هذه أسئلة تبادرت إلى ذهنى على هامش حديث صديقى، المهندس، العائد من ألمانيا، وتحتاج إلى إجابات من الحكومة ووزارة التموين و«حماية المستهلك»، لعل وعسى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعلم عنتر تاجر الفاكهة المعلم عنتر تاجر الفاكهة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon