بقلم - محمد أمين
من الكتابات التي تشد الانتباه أحيانًا، كتابات تتكلم عن فضيلة الامتنان والعرفان، خاصة حين يشير الكاتب إلى أساتذته الذين كان لهم فضل عليه أيام الدراسة.. ومن هذه الكتابات ما كتبته الدكتورة لمياء محمود، الرئيس السابق لشبكة صوت العرب، على صفحتها الخاصة على «فيسبوك».. وأعترف بأن هناك جانبًا مشتركًا فيمن ذكرتهم لمياء من أول الدكتورة جيهان رشتى والدكتورة راجية قنديل، مرورًا بالكاتب الكبير محمد العزبى، وأيضًا الكاتب الكبير كمال عبدالرؤوف.. ثم وصولًا للدكتور سمير حسين، العميد الأسبق للإعلام، والدكتور جمال الدين العطيفى، أستاذ التشريعات الإعلامية والوزير الأسبق للإعلام!
رجعت لأيام زمان ولدىّ شعور بالسعادة، فقد كانت «لمياء» تتكلم عن أساتذة الإعلام بلغة راقية كلها عرفان وامتنان، وكنت أمرّ معها على الأسماء وكأننا مازلنا نعيش ذلك الزمن، الذي كان منذ أربعين عامًا.. والمفاجأة أن لمياء تتذكر أسماء الأساتذة وأسماء الكتب وألوانها، وربما أسعارها أيضًا، فهى ذاكرة الإعلام وكمبيوتر الدفعة.. تعرف أسماء الزملاء وتعرف من تزوج منهم، وتعرف أسماء أبنائهم أيضًا، وقد جمعت كل هؤلاء في جروب على «الواتس».. تشارك الجميع في مناسباتهم وتعرف تاريخ ميلادهم، ومن سافر منهم هنا أو هناك.. لذلك كنت أثق في معلوماتها عندما تكتب عن الأساتذة وعن الزملاء!
ومازالت «لمياء» هي همزة الوصل مع خريجى كلية الإعلام، من جميع الدفعات، وترتبط بالأساتذة الحاليين وتحرص على حضور اجتماعات جمعية خريجى الإعلام، وتشترك معهم في رحلاتهم وحفلات الإفطار وتحرض الزملاء من مختلف الدفعات على الحضور.. وهى تحاول أن تربط بين الزملاء في مختلف العصور برباط وثيق بدعوات الحضور، ولا ينافسها في هذه الذاكرة إلا الزميلة عزة فؤاد التي جاءت ذات يوم بكارنيه الكليه وبعض الكتب وتتحدث عن بعض الزملاء كما جاءوا أول يوم للكلية، وتحتفظ ببعض الصور لهؤلاء جميعًا في رحلات الكلية إلى القناطر وإلى الأقصر وأسوان!
صحيح أننا بدأنا جميعًا في كلية واحدة ولكن بعضنا اتجه للصحافة واتجه البعض الآخر للإذاعة وبعضنا اتجه للتليفزيون وبعضنا اشتغل في العلاقات العامة.. ولكننا رجعنا جميعًا بعد انتهاء المشوار الوظيفى أصدقاء وزملاء، نميل إلى الحكايات القديمة أيام التلمذة ونتذكرها كأنها كانت أمس!
بعد أيام من الآن سوف نحتفل بالإفطار معًا ونلتقى بعد زمن طويل بالزملاء خريجى كلية الإعلام، على نيل القاهرة، والتى يحاول جاهدًا الزميل عبدالعظيم صدقى أن يمسك أطرافها فلا تنفرط، وهى لحظة من لحظات العرفان له ولكل الزملاء الذين يحرصون على لم الشمل وتجميع الزملاء، ونظم الخريجين في عقد فريد!.. شكرًا دكتورة لمياء، وشكرًا عبدالعظيم صدقى، وشكرًا لكلية الإعلام العريقة أم كليات الإعلام في الوطن العربى كله!.