توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العيد.. والعيدية!

  مصر اليوم -

العيد والعيدية

بقلم - محمد أمين

يحتفل المسلمون حول العالم بحلول عيد الفطر المبارك، وهو مناسبة واحدة في كل بلاد المسلمين، ولكن تختلف الطقوس والتقاليد من دولة لأخرى.. لكن تبقى العيدية هي القاسم المشترك في كل البلاد.. والعيدية هي فرحة الأطفال وتختلف قيمتها يسرًا وعسرًا حسب قيمة العملة.. كنا ونحن صغار نأخذ العيدية «قرش صاغ»، وهو يعادل الجنيه في فترة سابقة، وأصبح يعادل الجنيهات العشرة الآن!.

وكنا نجمع القروش طوال اليوم، ونعدها مرتين تقريبًا في اليوم، مرة في الظهر ومرة عند المساء، لنعرف الحصيلة، ونحصر الذين يعطون العيدية، وكان الذين يدفعون العيدية لهم من الحب والتقدير على مدار العام الشىء الكثير، ليس لأنهم يتذكروننا بالعيدية، ولكن لأنهم الأقرب إلينا نسبًا وصهرًا، وكانوا يمرون علينا بعد صلاة العيد ونعرفهم من طَرْق الباب.. فالذى يعطى العيدية يشعر بفرحة أيضًا كمَن يأخذ العيدية!.

وللعلم، فإن كل فرحة تأتى بعد تعب.. فرحة العيد، بعد صيام شهر رمضان، وفرحة النجاح بعد المذاكرة!.

كانت أمى، رحمها الله، تستعد للمهنئين بأطباق المهلبية بالزبيب وجوز الهند، فضلًا عن الترمس لأنه يعالج البطن بعد الصيام قبل الأكل، وكانت تضع على المائدة بعض أنواع الكعك البيتى والبيتى فور، وتتباهى بأنه بالسمن البلدى، وكان قرايبنا يعرفون قيمة هذه المصنعية، فيُقبلون عليها عندنا دون الآخرين، وكانت تقدم لهم بعض أنواع الشيكولاتة.. وكنا نرضى بأقل شىء، ونحمد الله ونشكره على الصيام ونشكره على العطاء مهما كان قليلًا!.

وأجمل فرحة كانت عندما نشترى البلالين الملونة الحمراء والصفراء لتزيد بهجة العيد، وحبَّذَا لو كانت هناك رحلة إلى الملاهى نركب المراجيح، وينتهى العيد بعد ساعتين من الصلاة، ونعود من جديد إلى أعمالنا.. فمَن يذاكر ومَن يذهب إلى الغيط لرعاية المواشى، وكان الريف يوفر كثيرًا من الغذاء لأهله، والفائض يذهب إلى أهل البندر، وكانت الحياة بسيطة وجميلة!.

والمهتمون بالحالة الثقافية والفنية يذهبون إلى السينما في بنها، ويدفعون في سبيل ذلك معظم العيدية، ويعودون آخر النهار.. فقد كان اليوم الأول للعيد منحة أسرية واجتماعية، يُضيعها الأولاد على كيفهم، وكانت هناك بحبوحة للذهاب إلى الملاهى أو دُور السينما، فإما أن تعود كما كنتَ لا تعرف غير القرية، وإما أن «تندهك» النداهة!.

وقد كنت أُضَيّف بعض الأقارب في ذلك اليوم، وأتمشّى بهم على شاطئ النهر الخالد، وأحكى لهم بعض المغامرات الطريفة في ركوب المراكب الشراعية والحمير. كانت فرحتنا بسيطة!. وحين أسترجع الذكريات الآن أجد أن أول حب نشأ على ضفاف النهر، وقد كتبت على شاطئه معظم قصص الطفولة والشباب، وكنت أقرأ لأصدقائى بعضها كنوع من التسلية.. ومن هنا بدأت مَلَكة الكتابة، كان المناخ يسمح، وكان استعداد المتلقى يشجع، وكانت الصحف تنشر لأصحاب المواهب.. كانت حالة مصرية فريدة حاضنة للمبدعين!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العيد والعيدية العيد والعيدية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon