توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حدث فى «الويك إند»!

  مصر اليوم -

حدث فى «الويك إند»

بقلم -محمد أمين

سافرت فى الويك إند إلى قريتى.. كان الموضوع الذى سيطر على مناقشات الحضور هو هجرة بعض شباب القرية إلى إيطاليا.. جلست أستمع إلى الحكايات.. كيف سافروا ومَن الذى رتب حكاية السفر من هنا إلى ليبيا، ثم من ليبيا إلى إيطاليا عبر البحر المتوسط؟!.

لا أخفى أننى أحسست بمرارة وألم شديدين لأن الشباب القادر على العمل يسافر إلى إيطاليا عبر البحر فى رحلة الموت.. وعرفت أن أحد المتعهدين يأخذ مبلغًا ماليًّا مقابل توفير وسيلة السفر ثم الحصول على الباقى، عندما يجد فرصة عمل.. وكان السؤال: من أين أتى الشباب بالأموال؟.. قالوا إن بعض الأهالى باعوا أرضهم لتوفير مبلغ السفر!.

السؤال: هل أصبح من السهل على الفلاحين بيع أراضيهم بهذا الشكل؟.. قال أحد «المتكلمين» ساخرًا: إيه اللى رماك على المر؟.. هؤلاء الشباب لا يجدون أى وسيلة للعمل هنا.. لا عمل حكومى ولا عمل خاص!، وسألت مرة أخرى: وكيف يغامرون بهجرة غير شرعية وغير مضمونة؟.. وسمعت كلامًا لا أستطيع أن أنشره، أقله هم يموتون هنا بلا عمل ولا مستقبل!.

المثير أن هؤلاء الشباب ومَن يعاونونهم ابتدعوا وسائل وحيلًا للهجرة خلسة، متجاهلين المخاطر التى تترتب عليها، منها الاختباء فى أماكن خطرة فى المركبات والمراكب المطاطية والقطارات أو حتى فى مخابئ عجلات الطائرات، وهى من بين أخطر المغامرات التى يمكن أن يقدم عليها المهاجرون!.

لم أستطع تقديم أى حلول لأبناء قريتى فى هذه الإجازة الخاطفة.. ولم أملك لأهاليهم غير الدعاء بسلامة الوصول.. وكان من ضمن المهاجرين شباب من الأقرباء.. طلبوا منى توفير عمل لهم أكثر من مرة، وكان الأمر ينتهى بالفشل.

فكيف تأخذهم إيطاليا، وتوفر لهم العمل المناسب والدراسة والتعليم، بينما نحن كنا نتملص من مسؤوليتنا بإيجاد عمل لهم؟، ثم نقضى الوقت نتسلى بقصص وحكايات ثم نضحك وندخل فى موضوع آخر؟!.

لا أعفى نفسى من الشعور بالمسؤولية، وقد كنت أستمع إليهم وأبدى بعض الدهشة، كيف حدث هذا؟.. المهم أننى سمعت أخبارًا سارة بأن فلانًا وصل وأن ابن فلان وصل أيضًا.. شعرت بالراحة أن أحدًا لم يغرق فى البحر!.

وحزنت أننا ضحينا بهؤلاء الشباب، فلم نوفر لهم أى وسيلة للعمل والعيش والزواج، وتركناهم يبيعون الأرض ويهاجرون عبر البحر فى مراكب مطاطية، كانت فرص النجاة منها ضئيلة!.

هذه رسالة إلى الحكومة: هل يصح أن نترك الشباب يواجه مصيره، بينما هناك دولة أخرى تنشئ لهم مراكز التدريب، وتعدهم من جديد للانتظام فى الدراسة، وتقنن لهم الهجرة إلى أراضيها، فينتظمون فى طاقة العمل هناك؟!.

هل كان كثيرًا أن نُنشئ مراكز تدريب لتخريج عمالة فنية مدربة، صالحة لسوق العمل للحصول على وظائف توفر لهم لقمة العيش؟.

ولماذا لا تكون لدينا وزارة للعمالة الفنية، ترعى هؤلاء الشباب، بدلًا من توزيع الإعانات على العمالة غير المنتظمة، فكما يُقال: لا تُعطنى سمكة، ولكن علِّمنى كيف أصطاد؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدث فى «الويك إند» حدث فى «الويك إند»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon