توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ازرع بلكونتك!

  مصر اليوم -

ازرع بلكونتك

بقلم : محمد أمين

لا أحب الاحتكار بكل صوره، ولا أحب المحتكرين.. وعشت أقاوم صور الاحتكار مهما كلفنى ذلك.. أحب الحرية والفضاء الرحب والجمال ونسيم الحرية والورد وأغانى أم كلثوم.. وقررت مؤخرًا أن أزرع الورد، وإن كان شراؤه أسهل.. الفكرة فى الاستدامة.. فمن الممكن أن أشترى الورد، ولكنها ستبقى مرة، وكل مرة أحتاج إلى الورد سأشتريه.. لكن عندما يكون الورد فى حديقتى فسيكون موجودًا باستمرار يملأ المكان بهجة ويفوح بالعبير!.

منذ شهرين، زرعت بلكونتى بالأزهار والورود والفل والياسمين والريحان والعطر والنعناع.. وزرعت بعض أعواد الطماطم والفلفل.. وقلت فلفلة من بيتى أحسن من كيلو عند الخضرى.. وكانت فرحتى بأول قرن فلفل لا تُوصف، فهو فلفل أورجانيك لم يشم رائحة السماد، ولا أحكى لكم عن طعمه عندما أكلته مع الجبن الدمياطى الطرى، ولا أحكى لكم عن شاى العصارى مع أم كلثوم فى وسط هذه الجنة!.

صحيح أن زراعة هذه الأشياء كلفتنى كثيرًا، ولو أننى أشتريتها لكان ذلك أرخص وأسهل.. خاصة أننى كلما سافرت كنت أجد مشكلة فى البحث عمّن يتعهد الزرع، فهو روح، ولا يصح أن تترك زرعًا أو حيوانًا وتسافر دون تقديم الطعام والشراب والرعاية أيضًا له!.

واتتنى فكرة أن يكون عم نبيل الجناينى فى المنطقة هو مَن يراعى الزرع فى غيابى، فقد قام هو بتأسيس هذه الحديقة الجميلة، وتركنى مع بعض التعليمات، ومضى، فقلت ليكن عم نبيل مَن يرعى الحديقة فى غيابى، وأصبح علىَّ أن أنقل الزرع فى كل مرة إلى مكانه، ثم أعيده إلى البيت عندما أعود!.

الجو هذا الصيف كان ساخنًا، ولا يُطاق، وقد تأثر الزرع كثيرًا، فطلبت منه أن يقوم بتعويض التالف منه بزرع جديد، فزرع بعض الياسمين مرة أخرى، ووجدته مزهرًا، فشكرته، ووجدت بعض الورد البلدى، فقد اعتنى به حتى كدت لا أعرفه!.

كلفنى الزرع كثيرًا، ولكن كما يُقال «الغاوى ينقط بطاقيته»، وأنا لا أدخن، فلتكن الزراعة هى الكيف، بديلًا للسجائر، من ناحية ستملأ المكان بهجة، وستساعد على تغيير المود، ونشر الروائح الطيبة فى المكان، ولا أحكى لكم عن رائحة الفل والياسمين فى الصباح.. فحين تقول صباح الفل والياسمين ستكون حقيقة تحسها وتلمسها وتشمها!.

شعورك بالجمال يتضاعف عندما ترى حديقتك التى صنعتها بنفسك فى بيتك، فلا تحسب كل الأشياء حولك بالماديات، الاستمتاع فى الحياة يحتاج إلى مجهود وتكلفة، ويحتاج إلى صور أخرى من الجمال.. لا تقل إن «شراء العبد ولا تربيته»، بالعكس تربيته أحسن، وكل تعب له عائد أكبر من الاستمتاع، عندما تفتح الباب وتشم الهواء المعطر فى ساعة من ليل أو نهار!.

باختصار، جربوا الزراعة فى البلكونات والسطوح، وازرعوا الأشجار والأفكار واستمتعوا بالجمال، واكسروا الاحتكار، حتى ولو كان فى الورد!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ازرع بلكونتك ازرع بلكونتك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس

GMT 10:21 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يفرض سيطرته على الدوريات الكبرى برقم مميز

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:19 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

تعرفي على 5 طرق مبتكرة للتنظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon