بقلم : محمد أمين
استطاعت بسالة أبطال غزة أن تلفت أنظار العالم، رغم موقف الحكومات الغربية المخزى، وشهدت مدن أوروبية عدة مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في إسبانيا وبعض البلدان، مثل تركيا والأردن وإندونيسيا وماليزيا.. مما يدل على حيوية الشعوب، فقد استطاعت أن تكسر حظر التعاطف مع فلسطين، خاصة كلما كان هناك تصعيد في قصف غزة، وقتل الأطفال المدنيين، وقصف المستشفيات، وقطع خدمات الكهرباء والمياه والإنترنت، بما يخالف القنون الإنسانى!.
وهناك مشهد آخر يؤيد هذا الموقف الشجاع والإنسانى في الوقت نفسه، من جانب الأمين العام للأمم المتحدة الذي جاء إلى المنطقة وتوجه إلى معبر رفح ليخاطر بنفسه ويؤكد على ضرورة إنشاء ممرات آمنة، وقال سنعمل دروعًا بشرية لحين دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية، وهو ما استحق أن يصفه الإمام الأكبر شيخ الأزهر بأنه موقف شجاع!.
كل ما سبق يؤكد أن ضمير العالم الحر مازال يقظًا وأنه لا يستكين أمام الضغوطات الحكومية والتوجيه الإعلامى المنحاز لإسرائيل والصهيونية العالمية، وقد ظهر ذلك في حدوث غضب شعبى كبير احتل الميادين الرئيسية، ومحطات المترو والسكة الحديد والمطارات، وهو ما أجبر الحكومات الغربية على تغيير مواقفها من الحرب وضرورة السماح بإدخال المساعدات الإنسانية وتخفيف التصريحات المعادية للفلسطينيين!.
وأعتقد أن الموقف في الشارع كان مؤثرًا للغاية في الموقف النهائى لبعض الدول والذى ظهر في الجمعية العامة للأمم المتحدة عند إقرار الهدنة الإنسانية، والتى قالت عنها إسرائيل إنها منظمة غير شرعية، ودعت الحكومات الغربية لعدم تمويل الأمم المتحدة!.
وهذه هي المرة الأولى التي تتوصل فيها الأمم المتحدة إلى وجهة نظر جماعية بشأن أزمة الشرق الأوسط، بعد فشل أربع محاولات من قبل للتوصل إلى موقف مشترك بشأن مجلس الأمن الدولى الأصغر المؤلف من 15 عضوًا بسبب استخدام حق النقض من قبل روسيا أو الولايات المتحدة.. وأقرت دول مثل فرنسا وهولندا وإسبانيا والبرتغال وإيرلندا، دعوات الأمم المتحدة للهدنة لأسباب إنسانية!.
وكان مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قد ذكر أن حجم البضائع التي دخلت غزة عبر معبر رفح، يعادل نحو 4% فقط من المتوسط اليومى للواردات التي كانت تدخل القطاع قبل الأزمة، ولا يمثل سوى جزء ضئيل مما هو مطلوب، في ظل نفاد مخزونات الأغذية والمياه والأدوية والوقود!.
وقال الأمين العام أنطونيو جوتيرش إن الوضع في قطاع غزة يتدهور بسرعة، داعيًا مجددًا إلى وقف إطلاق النار لوضع حد لكابوس إراقة الدماء، الذي وصفه بأنه كارثة إنسانية.. ولعل هذا كان سببًا ليصف الإمام الأكبر، الأمين العام أنطونيو جوتيرش بأن موقفه شجاع وشهم من القضية!.