توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رد فعل مختلف تجاه الإسلاموفوبيا

  مصر اليوم -

رد فعل مختلف تجاه الإسلاموفوبيا

بقلم:مصطفى الفقي

هذا موضوع شائك على مستوى العالمين الإسلامى والعربى وأنا أريد أن أطرح هنا تصورًا مغايرًا لما تعودنا عليه كلما جرى هجوم على الإسلام الحنيف أو نبيه الكريم، إذ تخرج المظاهرات وتنتشر الاحتجاجات وقد يسقط ضحايا خلالها، لأن المساس بالعقيدة يستنفر أصحابها ويدفعهم لرد فعل غاضب وعنيف تكون نتائجه سلبية على الإسلام والمسلمين حيث نبدو وكأننا قد أصبحنا رد فعل لكل من يحك يده على أنفه كما يقول المثل الشائع مستفزًا المسلمين فى مشاعرهم على نحو يخدش إيمانهم الذى لا يتزعزع، ولقد اكتشفت أن تلك الحرب الاستفزازية موجودة منذ العصور الوسطى مثلما هى اليوم أو أكثر، وأن الإسلام كان مستهدفًا على الدوام ولم تتوقف الحملات ضده ولا الافتراءات على أتباعه، وقد قال لى أكثر من مرة أستاذ الفلسفة الإسلامية الراحل د.محمود زقزوق وزير الأوقاف المصرى الأسبق والذى درس فى أوروبا سنوات طويلة أن استهداف الإسلام من خلال أكاذيب المغرضين وافتراءات الحاقدين ليس جديدًا، بل عرفته عصور أخرى جرت خلالها محاولات تشويه الدين الإسلامى وبلغت حدودًا من الضراوة والقسوة ولكن الإسلام بشموخه ومكانته ظل عصيًا على أعدائه لا ينالون منه ولا يقدرون عليه، لذلك فإن الرسوم المسيئة إلى الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم – ليست جديدة ولا بنت الحاضر وحده بل هى تراكم عبثى لعقول مريضة ونفسيات متعصبة حاولت دائمًا أن تنال من الإسلام وأتباعه ولديها رواسب من مواجهات حروب الفرنجة المسماة خطأً بالحروب الصليبية، بينما المسيحية النقية منها براء، كذلك فإن مواجهة الأندلس عند سقوطه وطرد المسلمين منه كانت هى الأخرى محطة من محطات المواجهة التى تركت أثرًا سلبيًا على صورة الإسلام لدى من لا يعرفونه جيدًا ولا يدركون أعماق فلسفته المتسامحة والتى تتعايش مع الغير ولا تعادى الآخر، وإذا كان اليهود يصيبهم الفزع إذا جرى المساس بما يعتبرونه ساميًا مع أن ذلك جنس لا ينفردون به وحدهم فالعرب ساميون أيضًا ولكن الدهاء اليهودى تمكن من بلورة إحساس مريض يخصهم لابتزاز الغير وتصوير ما يسمونه بالسامية وكأنها قدس الأقداس، وأن أى نقد لخطايا اليهود وجرائم إسرائيل هو جريمة فى حق الجميع، ولقد تمكنوا من الحصول على تشريع أممى بتجريم العداء للسامية بينما مازلنا نحن المسلمين نسعى لاعتبار الإسلاموفوبيا جريمة موجهة ضد ذلك الدين السمح فى جوهره النقى ومعدنه السليم الذى جعل التفكير فريضة إسلامية وفتح باب الاجتهاد، واعتبر أن ما تجمع عليه الأمة فى وقت معين هو جوهر القرار المشترك لجموع تلك الأمة ما دام يصب فى مصلحتها ولا يتعارض مع غيرها، ولذلك فإن الذين يعادون الإسلام لا يدركون مراميه الحقيقية وأهدافه الصادقة، لقد مرت جنازة أمام النبى - صلى الله عليه وسلم – فانتفض واقفًا وقال له بعض الصحابة: لم يا رسول الله إن الجنازة ليهودى، فأجابهم بعبارته الخالدة: أوليست لنفس بشرية! لذلك فإن الذين يحرقون المصحف الشريف ويتطاولون على الإسلام الحنيف هم مدفوعون بجهل شديد وحقد دفين، ولهم أهداف خبيثة تسعى لتعويق الدين والعدوان على فلسفته العميقة ولكن الشيء الغريب هو أننا نسقط فى الفخ كل مرة ولا نفيق إلا ونحن موضع الشماتة فى بحيرة من الأكاذيب والأراجيف والافتراءات، لذلك فإننى أطالب مخلصًا بضرورة تغيير ردود الفعل الإسلامية تجاه الجرائم التى يرتكبها أعداء الإسلام مقتنعًا أنها فقاقيع فاسدة لا تلبث أن تنتهى وتصبح بغير أثر أما مظاهراتنا الصاخبة وصيحاتنا العالية فإنها تحسب علينا وتغرى الآخر بالتمادى فى استفزازنا، فلو لم يكن هناك رد فعل كبير لدى المسلمين عن كتاب سلمان رشدى ما عرف عنه الناس اسمه ولا ما كتبه ولا ذاع صيته إلا بردود فعلنا والتفرغ لإدانة ما يقال ضدنا غير مدركين أن ذلك هو الهدف من فعلتهم الشنعاء وجريمتهم المتكررة التى تعكس الحقد الدفين على دين ينتشر أتباعه فى أنحاء الكوكب وترتفع مآذن مساجده فى أنحاء الدنيا، لذلك فإننى أدعو المسلمين إلى التريث والتوقف عن الاندفاع فى مواجهة كل استفزاز يتحرش بنا أو يسعى للنيل من عقيدتنا، ويبقى لنا فقط السعى خلال المنظمات الدولية لإيقاف ذلك الطوفان من العدوان الآثم على عقيدتنا دون سباب للغير أو تراشق بالعبارات، فللدين رب يحميه والإسلام عرف كل موجات الاضطهاد وانتصر عليها وواجه كافة الافتراءات وخرج منها، إن الإسلاموفوبيا هى واحدة من جرائم العصر التى تكرس عنصريتها، وتفتح أبواب الخلاف الذى لن يوصد أبدًا، فالمسلمون يحترمون كل العقائد، ويؤمنون بأن الدين لله وأن الأوطان لأبنائها دون تفرقة أو تمييز أو إقصاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رد فعل مختلف تجاه الإسلاموفوبيا رد فعل مختلف تجاه الإسلاموفوبيا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon