توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى صالون السعدنى (2/4)

  مصر اليوم -

فى صالون السعدنى 24

بقلم - مصطفي الفقي

أثبتت لى شخصية الأستاذ محمود السعدنى دائمًا أن التحصيل الثقافى والرصيد المعرفى إنما يتكون من تراكم الخبرات والانصهار فى تجارب الحياة المختلفة، فلقد كان السعدنى يضحك ساخرًا، ويقول إنه جرى اعتقاله فى كل العصور، وسأل مَن الذى يأمر بالاعتقال، فعرف أنه دائمًا وزير الداخلية، ومن هنا قرر أن يصادقه، وكانت النتيجة أن جرى حبس السعدنى مرة أخرى فى نفس العنبر بالسجن مع وزير الداخلية ذاته، ونقصد به الوزير الراحل شعراوى جمعة، الذى جرى اعتقاله فى قضية مراكز القوى، حيث جرى حبس عدد من الرموز الناصرية واليسارية بحركة مفاجئة وذكية من جانب الرئيس الراحل أنور السادات، وكأنها محاكاة لمذبحة القلعة ولكن دون إراقة دماء، وقد أدى الحدثان إلى تمكين الحاكم من الانفراد بالسلطة سواء كان هو محمد على الكبير أو أنور السادات، أحد الأصدقاء التاريخيين لمحمود السعدنى.

وقد روى لى الكاتب الراحل أن مجموعة من الصحفيين كانوا يرافقون السيد أنور السادات فى رحلة عمل بالإسكندرية، وبدأ بعضهم فى تجرع أقداح البيرة، فوشى بهم أحد زملائهم للسيد أنور السادات، وحينها قام السعدنى بتأديب ذلك الواشى ضربًا، فلما اشتكى الصحفى المضروب للسادات قرر الأخير فصل محمود السعدنى من عمله فى المؤسسة الصحفية التى كان يعمل بها، وذلك رغم الصلة الوثيقة والصداقة القوية التى كانت تربط السادات بالسعدنى.

وفى مرة أخرى عندما كان فى حملة كبيرة لتسليح الجيش المصرى وقف الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قائلًا إن أمير الكويت قد تبرع للمجهود العسكرى المصرى بعشرة آلاف جنيه، فبكم أتبرع أنا كرئيس لمصر؟، فخرج السعدنى من بين صفوف الصحفيين الموجودين، وقال لعبدالناصر: أنت تتبرع بقرش تعريفة فقط، ويقصد بذلك أن القرش الواحد من عبدالناصر يساوى كل ما يدفعه الآخرون، فهو القائد والزعيم، ولكن السعدنى لم يشعر إلا وقد التقطه بعض رجال أشداء، وحملوه إلى سيارة الشرطة، ومكث فى السجن عدة أيام. وفى مرة أخرى كتب السعدنى مقالاً ساخرًا عن فريد الأطرش وطريقة غنائه، فلجأ الفنان العربى الكبير إلى القضاء، معتبرًا أن ما قاله السعدنى عنه هو سب وقذف فى حقه، فقضت المحكمة أيضًا بحبس السعدنى عدة أسابيع، وهكذا كان الرجل دائمًا هو المشاغب الكبير والمثقف الفنان على الساحة المصرية.

وقد تضمنت تسجيلات المباحث العامة شرائط للسعدنى يقول فيها لأمين الاتحاد الاشتراكى بالجيزة، الراحل فريد عبدالكريم، عن السادات، فى الشهور الأولى لحكمه: لقد احترنا نحن المصريين، فعبدالناصر أماتنا من الخوف، والسادات يُميتنا الآن من الضحك!، وقد قال لى السعدنى، رحمه الله، إن أعضاء هيئة المحكمة عندما أُذيع ذلك الشريط فى جلسة التحقيق ضجُّوا بالضحك أيضًا، وأوقفوا الجلسة لفترة استراحة، وهو أيضًا محمود السعدنى الذى توسط له الراحل المهندس عثمان أحمد عثمان، وقد كان صديقًا له- من إقامته بمدينة الإسماعيلية- لدى الرئيس السادات ليعود السعدنى إلى وطنه بعد أن سافر إلى العراق فور انتهاء فترة اعتقاله فى القضية الكبرى الخاصة بمراكز القوى، ويقول السعدنى إنه جرى ترتيب لقائه بالرئيس الراحل السادات فى مدينة الكويت أثناء زيارة السادات لها، وعندما دخل السعدنى على السادات صاح السعدنى بصوت مرتفع: (والله يا سيادة الريس لن تقوم واقفًا لاستقبالى، فليس بيننا تكليف)، وضج الرئيس السادات بالضحك، وذابت الكثير من الرواسب بين الرجلين، وقال له السادات: إنك لم تقف معى فى المعركة يا محمود، فقال له السعدنى: وهل كانت هناك معركة؟!، إن ما حدث أننى قلت كلمتين وجرى حبسى سنتين، قُضى الأمر وانتهت المسألة، فقال له السادات: يا محمود لابد أن تعود إلى مصر وتزور والدتك، فرد عليه: وإذا تلقفنى حبايبنا الحلوين فى المطار؟، فلن أرى أمى ولكنى سأرى السجن مرة ثانية، فوعده السادات خيرًا وانتهت الأزمة إلى أن عاد السعدنى إلى لندن وأصدر صحيفة 23 يوليو مع بعض الأصدقاء من بقايا العصر الناصرى، وانتهت قضية ثورة مصر التى قادها محمود نورالدين، رحمه الله، والذى كان السعدنى يختلف معه كثيرًا فى الأسلوب وطريقة التفكير والتعاطى مع الأحداث.. رحمهما الله، وللحديث بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى صالون السعدنى 24 فى صالون السعدنى 24



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon