توقيت القاهرة المحلي 01:24:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اعترافات ومراجعات (86).. اختبارات الدبلوماسيين الجدد

  مصر اليوم -

اعترافات ومراجعات 86 اختبارات الدبلوماسيين الجدد

بقلم: مصطفي الفقي

شاءت الأقدار منذ ترقيتى لدرجة وزير مفوّض عام ١٩٨٧ أن أكون عضوًا فى لجان اختبارات الشفوى المعنية باختيار الدبلوماسيين الجدد لوظيفة الملحق الدبلوماسى لوزارة الخارجية المصرية، ولقد ظللت كذلك على امتداد تلك الفترة الطويلة من ارتباطى بوزارة الخارجية التى أكملت ثمانية وخمسين عامًا منذ تعيينى حتى مشاركتى هذا العام فى تلك الاختبارات بالمقر الجديد للوزارة فى العاصمة الإدارية.

ولم أنقطع عن تلك المشاركة إلا لسنواتٍ أربع قضيتها سفيرًا لمصر فى النمسا ومندوبًا دائمًا لدى الوكالات الدولية، خصوصًا أن سفير مصر فى النمسا يصبح تلقائيًا مندوبًا مقيمًا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى أن جاء يوم فى شهر مارس عام ٢٠١٣ وتلقيت مكالمة من صديقى العزيز وزميل دراستى فى المعهد الدبلوماسى فى نهاية ستينيات القرن الماضى السفير محمد كامل عمرو وزير الخارجية أثناء فترة حكم الإخوان والذى حافظ بشجاعة وحكمة على ذلك الجهاز شديد الأهمية والحساسية بالغ التأثير فى السياسة الخارجية المصرية.

وحال دون محاولات العصف بتقاليد الدبلوماسية المصرية وأبنائها، وقد قال لى وزير الخارجية الأسبق فى ذلك الاتصال الهاتفى إنه لا يدرى كيف يبلغنى بقرار من رئيس الجمهورية حينذاك الدكتور محمد مرسى بمنعى تحديدًا من المشاركة فى اختبارات الشفوى لاختيار الدبلوماسيين الجدد، معللًا ذلك بأن وجودى فى اللجنة يحول دون اختيار دبلوماسيين ينتمون إلى الجماعة.

وكان الرئيس الراحل ظالمًا فى تقديره، فأنا أزعم أن ذلك لم يكن فى مقدورى، فاللجنة الدائمة مكونة من عددٍ من كبار الدبلوماسيين القدامى الذين لا تأتيهم الشبهة من أى اتجاه ولا يتلقون تعليمات إلا من ضمائرهم والالتزام بتقاليد الدبلوماسية العريقة، وأضاف الوزير محمد كامل عمرو المعروف باتزانه الشديد وأدبه الجم أنه حاول إرجاء تنفيذ قرار الرئيس دون إبلاغى به، ولكن الرئيس الراحل ألحّ على ذلك الأمر بتكرار الطلب من الوزير بتنفيذ ما يراه.

رغم أن الوزير حاول أن يشرح للرئيس وقتها أن الامتحانات فى الخارجية المصرية محايدة تمامًا تقبل كل من هو مؤهل للالتحاق بها دون تفرقة أو تمييز، وفيها عشرات من الدبلوماسيات المحجبات والدبلوماسيين من ذوى الانتماءات الدينية المعتدلة، وتنظر اللجان فقط فى كفاءة الدبلوماسيين الجدد فى اللغات الأولى والثانية، فضلًا عن اجتيازهم لامتحانٍ تحريرى صعب.

حيث تكون المقابلة الشفوية داعمة للنتائج الإيجابية للامتحان التحريرى وليست بديلًا له أو انتقاصًا منه، كما أن الباب مفتوح لكافة المؤهلات الجامعية والعسكرية ومن فى نظائرها من الشهادات العليا، وأضاف الوزير لى أنه يأسف لإبلاغى بذلك ولكنه يدرك أننى شاركت فيه لسنوات طويلة وتركت بصمة طيبة فيه، فشكرت الوزير الصديق.

إذ إننا ننتمى معًا لمحافظة البحيرة؛ فهو من أبناء مركز شبراخيت وأنا من أبناء مركز المحمودية، وبالفعل توقف استدعائى لعام واحد عن التواجد فى لجان الشفوى بامتحانات وزارة الخارجية، إلى أن سقطت دولة الإخوان، وكان من أول قرارات الوزير الجديد ابن الدبلوماسية النابه وريث أبيه شخصية وخبرة الوزير نبيل فهمى أن قرّر إعادتى إلى اختبارات لجان الشفوى منذ ذلك الحين، وأنا أحكى هذه القصة لكى أدلل على ضرورة الالتزام بالحياد الكامل والموضوعية المطلقة فى الاختيار.

وأشهد الله على أن كل الاختبارات التى شاركت فيها وغيرها فى السلك الدبلوماسى المصرى قد اتسمت دائمًا بالعدالة الكاملة والموضوعية الشديدة والبعد عن الهوى وكل الوساطات التى تأتينا ننظر إليها بحياد شديد ولا نتعامل معها بانحياز، كما لا نخضع لأى ضغوط مهما كانت؛ لأن فى ذلك خيانة لأمانة تعهدنا بها كما تشاركنا هيئات مختلفة فى عملية الاختيار والتمهيد له.

وفى مقدمتها أجهزة الأمن القومى والوطنى والتحريات الكاملة عن سلوك المتقدمين ونقاء عائلاتهم من الجرائم أو الانحرافات أو المخالفات.. هذه قصتى وعلاقتى بامتحانات الدبلوماسيين الجدد عبر تاريخ عملى بوزارة الخارجية والسلك الدبلوماسى المصرى الذى أعتز بالانتماء إليه والعمل فيه على مدى ستة عقود، ولقد حرصت الدولة مؤخرًا على إعطاء الدبلوماسيين الجدد جرعات من التدريب العسكرى والانضباط السلوكى مع الحرص على الصحة العامة والصفاء الذهنى فى كل الظروف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 86 اختبارات الدبلوماسيين الجدد اعترافات ومراجعات 86 اختبارات الدبلوماسيين الجدد



GMT 21:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

لماذا نظرية التطور مهمة؟

GMT 20:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 20:29 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

المؤثرون فى سوريا ومصالحهم

GMT 20:28 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

شراسة بلوزداد بعد مباراة القاهرة!

GMT 13:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

لماذا نظرية التطور مهمة؟

GMT 13:38 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

لماذا يتفوق العلم؟

GMT 13:35 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

لا تنسوا 420 مليونًا عند “الكردي”

GMT 08:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon