توقيت القاهرة المحلي 22:30:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمزان من القوى الناعمة فى مصر

  مصر اليوم -

رمزان من القوى الناعمة فى مصر

بقلم : مصطفي الفقي

كاتبة مصرية عظيمة وكاتب مصرى له وزن خاص فيما قرأت، أما الأولى فإننا نعتز كثيرًا بأننا نواكب عصر سناء البيسى التى تضم باقة فريدة من زهور الفكر وورود المعرفة، فهى أيقونة بالمعنى الحقيقى للكلمة ويكفى محاولاتها الدائمة لتطويع اللغة الرصينة لتكون مقبولة فى حياتنا اليومية، إنها سيدة المقال الصحفى بلا منازع وهى صاحبة الرأى الخاص بلا جدال، وهى أديبة وفنانة وسيدة متألقة فى محافل الفكر والثقافة وغصون المعرفة المختلفة، عرفت هذه السيدة الفاضلة من خلال كتاباتها التى تابعتها بنهم واهتمام فى السنوات الثلاثين الأخيرة كما تابعت إصدارها الرائع "نصف الدنيا" وآمنت دومًا بأنها قادرة على صياغة الحياة حولها على نحو مبهج وبروحٍ صافية، وهى قرينة الفنان التشكيلى الراحل منير كنعان والتى لاتزال وفيّة لفنه حريصة على إنتاجه الذى يضعه كما يضعها فى مصاف كبار الفنانين والفنانات للفن التشكيلى بكل مراحله، فضلاً عن الرؤية العصرية عند اختيار الكلمات وانتقاء الألفاظ وصك الجمل والعبارات، وأنا لا أخفى انحيازى التام لها واحترامى الشديد لدورها وشغفى المتزايد لقراءة ما تكتب، فهى تملأ صفحة كاملة بأفكارها الرائعة ولغتها المتميزة وكأنما تقدم فى كل مرة بحثًا لنيل درجة علمية عليا، بل وتدفع بهذه الأفكار الرصينة والرؤى السليمة بين ثنايا السطور وتمزج الثقافتين العربية الإسلامية فى جانب والأوروبية الغربية فى جانب آخر لتقدم فى النهاية مزيجًا رائعًا من المعارف وخليطًا من الأفكار التى تترك بصماتها الباقية لدى الأجيال القادمة، ولقد أتيح لى أكثر من مرة أن أناقش بعض كتبها الرائعة فى محافل ثقافية عامة وبهرنى فهم الناس لها رغم تأرجح ألوانهم بين مفكرين متعمقين ومواطنين بسطاء، فالبضاعة الجيدة تعلن عن نفسها وتفرض وجودها دومًا، وهذا ما آمنت به دائمًا كلما قرأت سطرًا لهذه الكاتبة المتميزة التى تملأ حياتنا ثقافة وفكرًا وعلمًا ونورًا، وكم تمنيت لو أن الدولة كرمتها على مستوى الوطن بأرفع الدرجات وأعنى بها جائزة النيل العليا التى تستحقها سناء البيسى بجدارة واحترام، أما الكاتب الثانى الذى كان يصوغ رواياته الرائعة فى منتجعه بين المقابر، وكأنما، يقف على الحافة بين الحياتين الدنيا والآخرة، فهو خيرى شلبى الذى يعد نسخة موازية لأديب نوبل نجيب محفوظ، وهو صاحب مزاج خاص ورؤية مستقلة ونظرة فريدة للحياة، وقدم للمجتمع الأدبى والثقافى روائعه الباقية، فاجأنى ذات يوم ونشر بحثًا طويلاً فى إحدى المجلات الشهيرة فى مصر تحت عنوان (المفهرس) شارحًا فيه تكوينى الثقافى والفكرى عارفًا بدقائق حياتى على نحو أكاد لا أتذكر بعض تفاصيله، ولم يكن للرجل بى صلة كبيرة، ولكنها رؤية المفكر والأديب والروائى التى تصوغ مايريد أن يتحدث عنه أو يكتب فيه، لقد توصل خيرى شلبى إلى حقائق كنت أختزنها فى أعماقى وأظن أن الوصول إليها صعب، فإذا الرجل يكشف عنها النقاب ويضعنى فى المكان الحقيقى الذى أستحقه إيجابًا وسلبًا، إنه ذلك الأديب القادم من دلتا مصر إلى العاصمة بصخبها وضوضائها وما يجرى فيها ليضع اسمه بين كبار الكتاب وأشهر الرواة، إن خيرى شلبى درة ثقافية نادرة يعرفها الأدباء والنقاد ويدرك قيمتها كل من يتعاطى فنون الرواية أو تسكنه روح الأدب على المستويين النخبوى والشعبوى، ولم ينل الرجل تقديرًا رسميًا يذكر فى حياته، وظل عازفًا عن الأضواء راهبًا فى محراب الكلمة، ولكنه ترك أثرًا عميقًا فى العقول والقلوب، معًا وأضحى علامة بارزة فى تاريخ الأدب المصرى، ثم انسحب من الحياة فى صمت وهدوء. مودعًا كل من قرأ له أو عرف عنه بكل التقدير رغم لوعة الغياب والحزن على كاتب رفيع الشأن.

اخترت الكتابة عن هاتين الشخصيتين لا لأنهما كتبا عنى أكثر من مرة وأعطيانى أكثر مما أستحق، وإنما لأننى أدرك أن قيمة العظماء باقية حتى بعد أن يبرحوا الدنيا الفانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمزان من القوى الناعمة فى مصر رمزان من القوى الناعمة فى مصر



GMT 12:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 12:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

«الداخلية» توضح دورها على طريق ديروط - أسيوط

GMT 12:50 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عراب كامب ديفيد.. الانقلاب على الإرث المر!

GMT 12:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محاكمة الساحرات

GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 21:17 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

نتنياهو يصادق على "عمليات إضافية" في الضفة الغربية
  مصر اليوم - نتنياهو يصادق على عمليات إضافية في الضفة الغربية

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

مصر تتسلم مليار يورو تمويلا جديدا من الاتحاد الأوروبي

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 11:40 2024 الثلاثاء ,13 آب / أغسطس

نباتات ذات روائح مميزة يمكن زراعتها بالمنزل

GMT 08:12 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon